اعمدة طريق الشعب

صحة صدور / راصد الطريق

حين افكر بعبارة « صحة صدور»، مرة اضحك، مرة يفيض وجهي غضباً واقول: ما لكم؟ هل تعلمون يا سادة، يا مدراء، يا وزراء، يا حكومة، ما معنى صحة صدور؟ معناها يقابل او يعاكس أو « اوبزت» بالانجليزي لعبارة « كذب صدور « او خطأ صدور او تزوير صدور. معنى هذا اننا نشتم انفسنا، نحن الذين اصدرنا الوثائق السابقة!
طيب، وجود تزوير، وجود محتالين، وجود مجرمين.. الخ يضطرنا الى ذلك. ونحن معكم في وجود هؤلاء.
لماذا لا تقطعون دابرهم بعقوبات شديدة وكشف الحالات في الاعلام وامام الناس ليستقيموا؟ لماذا انا ادفع الثمن وقتاً ومراجعات وتعطيل عمل وإضاعة فرص، وسوى ذلك كثير، في انتظار صحة الصدور؟
هل يعقل اننا نحتاج في كل وثيقة، كل وكالة، كل.. صحة صدور؟ لماذا اصدرنا وثائق رسمية وموقعة؟ وهذه فسفورة وتلك مثلث وهذه مختومة وموقعة.. وهل نقضي اعمارنا ندفع اثمان دولة مفككة الدوائر؟ وثائقها غير معتمدة؟
حسناً.. خذوا المعاملة كلها، دققوا الوثائق، وتأكدوا انتم بانفسكم من المشتبه بها والتي تخشون من عدم سلامتها. اتركوا المراجع ينصرف الى عمله. هو جاء بالوثائق المطلوبة. اسسوا شعبة تدقيق تتولى التثبت من سلامة او صحة الوثائق.
المشكلة اننا في بلد لا يحترم الزمن. الوقت يُهدر. مزاج موظف يؤجلك شهراً. وثيقة تحتاج اسبوعاً او ربما أشهراً.
المواطن يمتلك وثائق رسمية صادرة من الدولة، وانتم دائرة في هذه الدولة. إن كان هناك شك وعدم وضوح، اتصلوا انتم. المراجع يأتي في يوم تحددونه ويتسلم معاملته او تحسمونها له في ذلك اليوم.
انت تشك بي وانا اشك بك، وهذه الدائرة تصدّر وتلك تريد صحة صدور. يا اخوان توجد ألعاب مسلية، لكن هذه ألعاب مخجلة وتضحك الناس علينا!
مطلوب من كل دائرة ان تنظم نفسها وترتب عملها وتفتح خطوط اتصال مع الدوائر الاخرى.
انا مرة، وقبل اكثر من عشرين سنة اردت ان امدد إقامتي في لندن، أرسلت الجواز في البريد وفي داخله طابع بقيمة باوند واحد. مددّوا لي الجواز اسبوعين ووصلني في البريد الى الفندق! ونحن لا نزال في مرحلة الصحة صدور؟
أولاً، متى ينتهي كذب الصدور؟