اعمدة طريق الشعب

إنتخبْ مَن تُريد.. ولكن؟! / عبد السادة البصري

الانتخابات ليست لعبة كلمات متقاطعة، بل إيكال مهمة ما إلى شخص عليه أن يحترمها ويصونها !!
حدثني أبي عامل الميناء الذي كسر ظهره انقلابيو شباط الأسود وفصلوه من عمله، ليعود إليه عام 1966 ثم يُحال على التقاعد صحياً عام 1970.. حدثني ذات يومٍ قائلاً:
يا ولدي إذا أردت أن تنتخب أحداً لأية مهمةٍ، عليك أن تجد فيه ثلاث خصال ــ النزاهة والأمانة، الإخلاص في العمل ونكران الذات، حب الوطن والناس ــ وإذا كانت هناك خصال حميدة أخرى فيكون اختيارك رائعاً ولن تخسر شيئاً فاز صاحبك أم لم يفز!!.
ظلت كلماته تدور في رأسي منذ الصغر ولحد الآن، حيث فورة الانتخابات والترشيح والبحث عن منافع قد تكون شخصية أو فئوية أو ما إلى ذلك.
اليوم وأنا سأشارك زملائي انتخابات اتحاد الأدباء والكتاب في العراق بعد ثلاثة أيام، تذكرت تلك الكلمات، لأننا لا يمكن أن ننجح إذا لم ننتخب الأصلح والأنزه والأفضل في كل شيء. واتحاد الأدباء، هذه المنظومة الثقافية العريقة التي يمتد عمرها لسبع وخمسين سنة، علينا أن نقف عندها ونتفحص جيداً من يريد أن يقود دفتها، لأن الأدباء هم الشريحة الأكثر إنتاجا إبداعيا رغم قلة ذات اليد وحالة أغلبهم المعيشية الصعبة..
لهذا أطلب من المرشحين وأنا واحد منهم أن يرموا ذواتهم خارج كيان الاتحاد ويعملوا بنكران ذات مع الجميع بلا فوارق أبداً، وأن يكون عملهم خدمة للجميع بلا استثناء، وان يبحثوا عن منافذ وحلول لكل معاناة الأدباء من أزمة سكن وبطالة وصعوبة معيشة وصعوبة إصدار نتاجاتهم في كتب، وأن يعملوا على رفع مستوى النشاطات الثقافية وإشراك الجميع فيها بصورة متساوية وتوزيع عادل وإيصال صوت الأدباء وإبداعاتهم إلى طبقات الشعب كافة والخروج من القاعات والغرف المغلقة إلى الساحات العامة وما شابهها في الاقضية والنواحي. وأن تكون هناك مطالبة جادة لحصول الأدباء على امتيازات خاصة بهم مثل (قطع الأراضي، أجور السفر، العلاج،طبع الكتب،التفرغ الكتابي) وكما معمول به في أغلب بلدان العالم وان يكون هناك احترام وتبجيل لقيمة المبدع، إضافة إلى النظر بعين المحبة والتقدير والوفاء للمبدعين الكبار المرضى والمتعبين!!
لا أريد أن أدخل في مزايدة على شيء أعرفه عند الأدباء جميعا، فهم أنقياء وطيبون ومحبون لوطنهم وناسهم. لكنني أقول لكل واحد من أحبتي : انتخب مَن تُريد..بشرط أن تعرفه جيدا يحمل الصفات التي نبحث عنها جميعا... وأتمنى الفوز لمن يستحق!.