اعمدة طريق الشعب

السياحة.. دور وطني / راصد الطريق

الهيئة العامة للسياحة.. مرةً هيئة مستقلة، مرة تابعة للثقافة، مرة اريد لها ان تكون وزارة، مرةً.. ما اكثر المرات، والسياحة بلا سياحة!
اليوم، وقد ازداد وعي الناس الثقافي، وتحسن لحد ما وضعهم الاقتصادي عما قبل عشر سنين مثلاً. الفضائيات والكتب والجامعات اوجدت وعياً. إذاً، صرنا نمتلك وسطاً متشوقاً للترفيه، متشوقاً للمعرفة ومتشوقا لتغيير الجو والتمتع بأيام مختلفة عن ايامه المتشابهة والمملة.
لنا في هذا جانبان، جانب استثماري يمكن الافادة منه مادياً. وجانب ثقافي وطني: ان نُري الناس بلادهم، القلاع القديمة، الآثار، الاهوار، الجبال والمناطق الطبيعية المتميزة، منابع المياه، البحيرات، السدود على الانهار. ايضاً هنالك العديد من مواطني هذا البلد لم يروا مدن بلادهم. يمكن ان نرسم برامج لزيارة المدن واقضيتها المهمة وحتى قراها المتميزة بطبيعتها او بيئتها.
ولكننا يمكن جداً ان نجمع الجانبين المذكورين معاً، ونعدّ سفرات تقوم بها السياحة، بحافلات مريحة وبأجور معقولة. فنحن هنا نكون قد وفرنا للناس فرص استمتاع وفرص معرفة، وانجزنا عملاً استثمارياً مجدياً. ولا بأس هنا ان ننشر برنامجاً شهرياً في الصحف ليطلع عليه الناس ويعرفوا المكان والزمان والسعر وحتى التخفيضات في المناسبات. هذه السفرات يمكن ان تكون ليومين، فنيسر للموظفين فرصة راحة في عطلة نهاية الاسبوع، ويمكن ان تكون لثلاثة او خمسة ايام.. الخ. عمل رسمي تقوم به السياحة سيكون موثوقاً به، وسيوفر شروط سفر مريحة معقولة الاسعار وفي رعاية الدولة، حافلات واداريين.
ليس عيباً ان نربح، ولكن قلة السعر او انخفاضه عن الشركات الاهلية امر مشجّع. ايضاً، سنجد فرصة لتوزيع نشرات تثقيفية بالمرافق السياحية، وتاريخ المدن وقلاعها او كنائسها او خاناتها او مكتباتها او مراقدها. هنا جدوى ثقافية وإعلام سياحي وفائدة مادية، ونكون قد شغّلنا حافلاتنا باجور لا بأس بها.
الاهم من كل هذا اننا اوجدنا للناس فرصة ليروا وطنهم، ليروا مدناً لم يروها ومناطق يسمعون بها في إطار الثقافة والتربية الوطنية، اوجدنا مشاريع سياحية داخلية منتظمة واضحة الخطوط والبرامج.
هل هذا طلب صعب؟ لا ايتها السياحة، هو سهل، يحتاج جلسة مشاورات ووضع برنامج والاتكال على الله.
ايضاً: سنقول لدينا مؤسسة، هيئة، دائرة للسياحة والآثار، هي التي أرتنا مناطق في وطننا لم نرها من قبل..