اعمدة طريق الشعب

المشاريع الصغيرة والاحتياجات المدنية / راصد الطريق

لا اريد في هذه السطور القليلة مناقشة جدوى المشاريع الصغيرة وإن كانت ستحل بعضاً من مشكلة البطالة.. فهذه امور تصدى لها اقتصاديون واقترحوها. اما نحن فليس لنا بعد هذا إلا مباركة العمل، وإن كانت لنا عليه تحفظات وشكوك جدّية بجدوى مشاريع كهذه ينقصها الاستقرار المدني والخبرة الشخصية.
مع ذلك فبعضهم قد يجد فيها بداية موفقة، وقد يتمتع بمزايا عملية تمكنه من النجاح، ولا نريد ان نغلق الابواب.
لكن لي ملاحظة اخرى تتعلق بنوع هذه المشاريع، وإن كانت الدولة قد وضعت جدولاً بها وشروطاً لمواقعها، وتوجيهات تضمن نسبة معقولة من نجاحها او استمرارها.
ما اردت قوله هو ان ننأى عن التشابه ونحن بحاجة الى مشاريع خدمية صغيرة. فلا يجب ان تكون كلها محلات بقالة او حلاقة او غسيل سيارات. هنالك مشاريع ألبان صغيرة مثلاً او صناعات ألمنيوم او بلاستك او خياطة او اعمال صناعية وحرفية اخرى مجدية.
نحن نعيش في مدن، ومدن مزدحمة، ولها احتياجاتها المدنية. لا بد إذاً من مسح احتياجات المناطق وتثبيت نواقصها الخدمية والاستهلاكية، لتمنح القروض والاجازات بموجبها.
نحن بحاجة الى ورشة تصليح مدافيء في هذه المنطقة، او تصليح مراوح واجهزة تبريد، او ورشة او مكتب كهربائي. مثلما نحن بحاجة الى مكتب طباعة وقرطاسية وآخر للتأسيسات الصحية، لتستكمل المناطق احتياجاتها الخدمية في المدينة. بقية المشاريع يمكن ان تكون خارج المدينة مثل حوض اسماك او تربية دواجن او مشاتل او صناعات المفردات المنزلية مما تحتاجه الحدائق، او ألعاب الاطفال.
إن وجود مكوي وكهربائي وتأسيسات صحية وتصليح اجهزة تدفئة او تبريد، هي احتياجات الاحياء في المدينة. والمشاريع الانتاجية الصغيرة تكون قريبة من المدينة لتمد هذه المدينة باحتياجاتها الغذائية: اسماكاً، دواجن، زروعاً ومكملات اجهزة مما تحتاجه في الصيف والشتاء.
ان نفكر وفي رؤوسنا تصور مدينة واحتياجات ناس مدنيين، يجعلنا نعرف كيف نسد نواقصها، مثلما يمنعنا من التشابه والتكرار بما لا ضرورة له، ويُعرّض هذه الورشة او هذا المكتب او المحل الى لفشل.
الاحتياجات مهما كثرت محدودة، وعدد السكان عادة يؤخذ في الاعتبار.