اعمدة طريق الشعب

رصاص الفاسدين لا يخيف! / طه رشيد

هذا ما كنا نتوقعه من جماعات الفساد داخل "الخضراء" وخارجها، التي ترتبط بمصالح مشتركة مع كل الشبكة الاخطبوطية التي انتجتها المحاصصة الطائفية البغيضة.. أنهم يجسدون بافعالهم شعار احتكار السلطة، البعيد كل البعد عن الديمقراطية ومفهوم تبادل المواقع، الا وهو شعار ( ما ننطيها !). وهذا السلوك خارج عن معطيات وجوهر العملية السياسية الجديدة في العراق والتي يحاولوا وأدها، مقدمين خدمة مجانية لاعدائها من صداميين وداعشيين ومرتزقة.
نعرف أنه ليس من السهولة بمكان ان يتنازلوا عن كراسيهم ومناصبهم وامتيازاتهم، وانهم لا يروق لهم أن تتحلى الجماهير بالادراك الحقيقي لجوهر فسادهم، هذا الذي أزكم الانوف !
وقد استخدموا ويستخدمون كل ما اوتوا من قدرة لكي يظلوا القوة المهيمنة على مقاليد الدولة التي اصبحت بالنسبة لهم البقرة الحلوب التي يحلبونها، ليل نهار، دون اعادة النظر بهذه الدولة التي تتهاوى قيمتها بين اقدامهم!
لقد تسلم د. حيدر العبادي مقاليد رئاسة الوزراء، خلفا لحكومات لم تقدم خدمة ملموسة لا للمواطن ولا للوطن. فنقص الخدمات وتهاوي البنية التحتية واللعب على وتر الطائفية كانت الصفة الابرز لكل الحكومات السابقة. وواجه العبادي، منذ اليوم الاول لتسلمه رئاسة الحكومة، تركة ثقيلة من الفساد الاداري والمالي، جعلت العراق يحتل المواقع الاولى في قائمة البلدان المستشري فيها الفساد. ولكنه لم يقدم على تنفيذ برنامجه الاصلاحي رغم وقوف مختلف شرائح الشعب مع فكرة الاصلاح التي اطلقها، ونزولها في التظاهرات السلمية التي عمت العراق منذ عام تقريبا، تاركا الفاسدين القدامى يتحركون وكأنهم منقذو العراق من هذه الورطة! ليس هذا فحسب بل أن "لوبي" الفاسدين يحاول اليوم ركوب موجة التغيير!
ولا يساورنا الشك ونحن نقول أن من أعطى الأوامر بإطلاق النار على التظاهرة السلمية والتصدي لها بطريقة وحشية يوم الجمعة الماضية، لا يبتعد كثيرا عن هذا "اللوبي". لذا فمن حق دم الشهداء الذين سقطوا في ساحة التظاهر، ومن حق عوائلهم، ومن حق الجماهير الغاضبة والمكتوية بنار الفساد، ان يعرفوا الان المتهم الاول صاحب القرار باطلاق النار ومن نفذ التعليمات، وان تعقد محكمة علنية للمتهمين. وهذه المحاكمة سوف لن تقلل من "هيبة" الدولة ولن تؤثر بالمطلق على العمليات العسكرية المتواصلة من أجل تحرير أراضينا من دنس داعس.
المتظاهرون والقوات المسلحة، بمختلف صنوفها، وجهان لعملة واحدة لأن هدفهم الأساسي هو بناء وطن مستقل يكون بيتا لكل العراقيين كي يعيشوا حياة آمنة لا تكدرها مفخخة او مخبر سري او "زائر ليل" !
لقد طفح الكيل، والشعب الذي يقدم شهيدا على طريق الحرية لا يتردد في تقديم مئات الشهداء من أجل كرامته وحرية وطنه وضمان مستقبل أولاده.
تذكروا أن عتاة الفاشية تدحرجوا تحت اقدام الجماهير الغاضبة، ولكم في الشاه وبينوشت وصدام انموذجا ..
اذا غضبت الجماهير فسوف لن يخيفهم خرطوش ماء ساخن ولا رصاصة مطاطية ولا حتى دبابة !