اعمدة طريق الشعب

الاحتفالات تتطور ايضاً / راصد الطريق

هذه المرة اخاطب المسؤولين، جَمْعاً، وليس المسؤول فرداً. ذلك لأن الموضوع يهم اكثر من مسؤول واحد واكثر من منفّذ واحد. وهنا لا نحدد المناسبات، فكلها يمكن تطويرها، منحها صفاتٍ حضارية. وهذا في صالح المناسبة وفي صالح المحتفى به: شخصية، او مناسبة دينية، او مناسبة وطنية.
لفتت انتباهي إلى هذه المسألة ابنتي حين وضعت شمعتين بغطاء ملّون على كل جانب من جانبي الباب، على الركيزتين وما يسمى "بالدنگة".
كان المنظر جميلاً في الليل، مبهجاً للعابر، ومدعاة للتساؤل عن المناسبة، ولادة اي امام؟ او أي مناسبة هي اليوم من مناسباتنا واكثرها مناسبات اعياد او ميلاد او افراح..
أمثلة اخرى: إذا كانت المناسبة دينية فيمكن ان تكون مناسبة تنويرية في المرحلة التاريخية، ظروف الحدث، وفهم الامور فهماً علمياً بعيداً عن الخرافات وما يسترسل به بعض العوام مما لا حقيقة وراءه، فيشيعون جهلاً او يزعجون الناس بما لا ضرورة له.
يمكن ان يُحتفل في الجوامع، في الحسينيات، في القاعات، ومن دون قطع الطرق وايقاف حركة السير والاضرار بأمن البلاد واقتصادها.
الاحتفالات في المناطق والاحياء، تُنعش ابناء المناطق من متوسطي الثقافة او من دونهم اطلاعاً، فيجدون فرص تثقيف قريبة من بيوتهم.
لكن لكي تكون هذه مفيدة وصحيحة لا بد من ان يتولى الحديث من يُوثَق بعلمهم، لا بعض من المعممين الذين يسيؤون الى الدين والمناسبة بما يروون من خرافات لا يرضاها رجل دين مجتهد محترم. نريد ديننا سليماً لامع الجوهر بعيداً عما أثاروا عليه من قش الكلام وخرافات العوام.
هنا تظهر الشخصية الدينية المحتفى بذكراها في المكانة التي تستحقها، بجلالها وبقيمتها التاريخية، ويظهر دورها الفكري الاصلاحي ومدى ما قدمته من فكر نيّر للناس..
وكم ستبدو المناسبة جميلة إذا وُزّعت الحلوى او المعجنات على الحاضرين، فتكون الجلسة علماً وروحاً اجتماعية ومناسبة ترويح لروح وامتنان..