اعمدة طريق الشعب

ما أشبه العراق بكينيا! / طه رشيد

اندلعت تظاهرات ضخمة في العاصمة الكينية « نيروبي» ، في الايام القليلة الماضية، احتجاجا على مفوضية الانتخابات عندهم، لأن المتظاهرين يعتقدون أن هذه المفوضية تسرب اليها الفساد وهي « منحازة « للحكومة . وقد تصدت القوات الامنية الكينية للمتظاهرين مستخدمة الغاز المسيل للدموع، لكنها لم تستخدم لا الرصاص المطاطي ولا الحي، ولا الهراوات، كما تعاملت القوات الامنية قبل فترة قصيرة مع المتظاهرين في بغداد موقعة شهداء وجرحى!
ترى كم تظاهرة احتجاجية يحتاج شعبنا العراقي الى الخروج فيها، لكي تصحح الحكومة مسارها وتكون حكومة في خدمة الشعب والوطن بحق وحقيقة؟
إلا نحتاج الى التحرك، في هذه الأيام اللاهبة على الحكومة، بسبب الانقطاع المتواصل في الكهرباء؟! خاصة ونحن في شهر رمضان والناس صيام. إلا نحتاج ان نتظاهر على تردي البنية التحتية بشكل عام ؟!
إلا نحتاج الى التظاهر ضد تردي الخدمات في المستشفيات الحكومية، من مدينة الطب في الرصافة وصولا الى مستشفى اليرموك في الكرخ؟!
إلا يستحق « تخفيض» رواتب الموظفين والمتقاعدين بحجة التقشف، بدل أن تصرف لهم مكافأة في العيد المقبل، تظاهرة كبرى ؟!
إلا نحتاج الى تظاهرة ضد «القرض» الذي طلبته حكومتنا الرشيدة من صندوق النقد الدولي، في الوقت الذي وصل فيه سعر برميل النفط إلى أكثر من اربعين دولارا؟!
إلا نحتاج الى طوفان من المتظاهرين ضد مبدأ المحاصصة الطائفية المعمول به منذ اول انتخابات بعد السقوط حتى الآن؟ ! هذه المحاصصة التي أبعدت معظم الكوادر المهنية النظيفة والنزيهة !
إلا نحتاج ان نقلب الطاولة على رأس البرلمان الذي أقر قانون انتخابات مجحفاً، يضيع فيه صوت الضعيف ليذهب الى الأقوى من دون وجه حق؟!
الأحزاب الحاكمة والبرلمان والمحكمة الاتحادية ومفوضية الانتخابات يتباكون ليل نهار على وحدة العراق، ولكنهم لم يترددوا في رفض المبدأ الإنتخابي السليم الذي يجعل من العراق دأئرة انتخابية واحدة!
إلا يحتاج هذا الموضوع أن نتوقف عنده قليلا ونفكر مليا في سبب رفض فكرة العراق دائرة انتخابية واحدة؟! وهو ببساطة كونها ستفسح المجال للكيانات الانتخابية الصغيرة ان تجمع أصواتها المتناثرة هنا وهناك وتمكنها من دخول البرلمان! وبالتالي تصبح كتلة تشريعية لها شأنها.
هناك أسباب عديدة للتظاهر، وكل إصلاح يحدث بسبب هذه التظاهرات هو دعم ضمني لقواتنا المسلحة وفصائل الحشد الشعبي التي تحارب «داعش» .
لا تجعلوا من الحرب مع داعش سببا للتستر عن الفاسدين او لقمع المتظاهرين!