اعمدة طريق الشعب

للفقراء كرامة / زكي عطا

لا شك ان جميع المجتمعات فيها طبقة فقيرة تحتاج إلى المساعدة من الدولة، ومن المواطنين الميسورين. ومن بين الواجبات الملقاة على عاتق الدولة توفير فرص عمل للشباب العاطل، ورعاية العائلات الفقيرة، لأن العوز يؤذي الإنسان وينعكس على سلوكه وتصرفاته. كذلك تقع على منظمات المجتمع المدني مسؤوليات التضامن مع الفقراء، والمساهمة في مد يد العون إليهم من خلال تنظيم حملات التبرعات، وزيارة هذه الشريحة الكبيرة في المجتمع والوقوف على معاناتها، ونقل صورها إلى الجهات المعنية.
مما أثار انتباهي في الفترة الأخيرة، طريقة غير لائقة للتبرع بالملابس للفقراء في العديد من المدن العراقية، ومن بينها مدينة الناصرية. حيث يقوم المواطنون برمي الملابس على الأرض مقابل مبنى مديرية تربية ذي قار في شارع الحبوبي، وبطريقة مهينة، الى ان يأتي من يحتاج إليها ويأخذها. وهنا أتساءل: هل هذه طريقة حضارية لمساعدة الفقراء!؟ وهل ان الفقراء بلا كرامة أو حياء لدرجة انهم يرتدون ملابس رثة مرمية على الأرض ويتلقفونها أمام أنظار الناس!؟ الجواب بكل تأكيد لا، لأن الفقير ليس فاقدا للكرامة والحياء، وان ظروف الحياة الصعبة هي التي انتهت به إلى الفقر.
عليه يفترض وضع هذه الملابس أو المساعدات الأخرى في أكياس نظيفة، وان تتبنى توزيعها المنظمات الإنسانية أو دور العبادة بعيدا عن أنظار الناس. وهناك تجارب كثيرة في هذا المضمار في أوربا وبقية دول العالم، حيث تقدم المعونات بشكل لائق لا يخدش كرامة الفقراء، ويجري توزيعها عن طريق الكنائس، وغيرها من الأماكن المخصصة لهذا الغرض.
لذا نأمل أن ترفع أكداس الملابس الرثة عن الأرض، بعد أن أصبحت جزءا من النفايات التي تعيق سير المارة.
فالفقراء لا يرتدون النفايات، لأن لهم كرامة!