اعمدة طريق الشعب

تحررت الفلوجة..وسقطت ذريعة اخرى / محمد عبد الرحمن

أعلن في وقت متأخر من مساء الجمعة ( 17 حزيران 2016) دخول قواتنا المسلحة الى مركز مدينة الفلوجة ، وان هي الا ساعات حتى يتم تحريرها كاملا من دنس داعش .
تحررت الفلوجة على يد المقاتلين من ابناء شعبنا بعد معارك لم تكن سهلة ويسيرة مع التنظيم الارهابي الذي اختطف المدينة واهلها وجعلهم اسرى عنده طيلة السنتين الماضيتين بعد الانهيار العسكري- الامني الذي حصل في 10 حزيران 2014 ، وما تلاه .
وفيما تتحرر مدننا بتضحيات جسيمة من المقاتلين الشجعان ، ويسقط شهداء ومصابين ، ويلحق دمار هائل بالمدن التي سبق وان احتلها داعش ، ما زال المسؤولون عن هذه النكبة طليقين احرار، والانكى انهم ، من دون حياء ولا خجل ، يقدمون التهاني والتبريكان بالانتصارات المتحققة ، وكأنهم هم من يحقق تلك الانتصارات ، متناسين انهم كانوا وراء كل ما حصل لنا ، وهذه واحدة من المفارقات التي تحصل في بلدنا الذي تختلط فيه الكثير من الاوراق .
وبشأن ما حصل في الموصل وتداعيات احتلالها وتقدم داعش الى مدن اخرى من عراقنا ، فقد قدمت اللجنة البرلمانية تقريرها الى رئاسة مجلس النواب والتي في محاولة مكشوفة للتغطية على المسؤولين عن الكارثة وافقت فقط على تمريرها الى القضاء . ومنذ اب 2015 وهذا التقرير مودع عند القضاء الذي يبدو انه اخذ اجازة مفتوحة في ما يخص هذا الملف وغيره من الملفات التي ينتظر ابناء شعبنا القصاص العادل من المذنبين والفاسدين والمغامرين بقضايا الوطن والشعب .ولكن من المؤكد ان مثل هذه القضايا ، بما الحقته من ضرر بليغ بالعراقيين ، شعبا ودولة ، لن تنسى بالتقادم وسياتي اليوم الذي تعلن فيه الحقائق كما هي ويقف القضاء على رجليه ويتمكن في انتفاضة على الذات من استعادة هيبته وحياديته ليقول كلمة الحق ، من دون خشية على منصب او الرضوخ لتهديد من هذا المتنفذ او ذاك ، وهذا الفصيل المسلح او ذاك .
وعندها ، ايضا ، ستكشف ملفات اخرى مهمة لها صلة بضياع اموال العراق ، وعن كيفية صرف ال 850 مليار دولار ، واردات العراق لمدة عشر سنوات ، فيما الدولة الآن لا تجد امامها الا الفقراء وذوي الدخل المحدود لتطحنهم اكثر وتضّيق قدراتهم على الصمود في هذا الزمن الرديء ، وفي ظل هذا التدهور الكبير في الاوضاع الاقتصادية والمالية والمعيشية وغياب الخدمات . وعلى الجانب الاخر ما زالت مظاهر البذخ والحمايات والقصور والسفرات والايفادات ، ليس فقط لم تتاثر بما تعلنه الحكومة من اجراءات التقشف ، بل غدت بعض جوانبها اكثر تضخما . وبقي السؤال : من اين لك هذا ؟ معلقا بين السماء والارض.
وبعد فقد تحررت الفلوجة ، او في الطريق الى استكمال ذلك ودحر بعض الجيوب الداعشية ، وبهذا الانتصار الكبير والمدوي والمفرح حقا لنا جميعا ، فان البعض ، رغم تظاهره بالفرح فهو حزين لانه اسقط في يديه حجة كان يديم فيها صراخه الطائفي وتصريحاته المتشنجة والمقززة والمنفرة ، وهل لهؤلاء الطائفيين والمتعصبين ، على اختلاف مذاهبهم سلاح اخر يستغلونه في ادامة مصالحهم ونفوذهم غير هذا ؟!.
على ان هذا التحريرالمبارك جرد المعادين للحراك الجماهيري والاصلاح والتنغيير من ذريعة سعوا عبرها الى التاثير على مزاج المواطنين عندما ناشدوا المتظاهرين ودعوهم الى ايقاف حراكهم الى حين تحرير قواتنا المدينة من قبضة الارهاب الداعشي .
ها وقد تحررت الفلوجة فهل ستقولون لنا اوقفوا حراككم حتى تحرير الشرقاط والموصل؟! ذرائعكم تتساقط الواحدة تلو الاخرى ، كأوراق الخريف ، وحقيقة مواقفكم بانت جلية في سعيكم المتواصل الى المماطلة والتسويف والهرب الى امام من استحقاقات نضجت من زمن .
ولن ينفعكم اختلاق الذرائع والتمترس خلفها ، فشعبنا سيواصل كشفها واسقاطها جميعا ، وسيعري مواقفكم وفسادكم.
ايها المتنفذون عليكم الاعتراف باخطائكم ، فالاعتراف بالخطأ فضيلة كما يقال ، والاقرار بالفشل في ادارة شؤون البلاد والعباد ، وكونكم المسؤولين عما حصل ويحصل ، والاستجابة لارادة الشعب الذي صمم ان يحقق التغيير المطلوب .