- التفاصيل
-
نشر بتاريخ الأحد, 10 تموز/يوليو 2016 20:07

قلة الفرص تسبب امراضاً اجتماعية كما تسبب عيوباً اخلاقية تضر بالناس وبالبلاد. فمثلا حين تكون في مكان فرص عمل، يغيب النظام والشرف وشروط التعيين. هذه تؤجل كلها، فالمتقدمون عشرة ونسبة حصول فلان هي واحد الى عشرة. فلنختصر العدد اذاً لسبب او لآخر. وتبدأ الازاحات: لاسباب الانتماء للمحافظة، لاسباب سياسية، لأسباب تتعلق بسنة التخرج، بسبب ابيه، جده، خاله. المهم ان نجعلهم خمسة، ومن الخمسة نزيح اثنين بسبب نقص اوراق، بطلب تجديد وثائق، بـ .. وهكذا ينتهى الامر ويصير كما تريد.
هذا هو النوع الاول من الاستحواذ.
اما النوع الثاني، فلا تنشروا الاعلان الا بعد عشرين يوما. ما يتبقى من المدة اكثر من عشرة أيام للتقديم، صحيح. لكن بعضهم لا يعلم الا بعد ايام، بعضهم لا يستكمل اوراقه، بعضهم روح قدم عبر الانترنت بينما عنوانهم مقفل. وتقدم الآخرون الذين يعلمون بالامر قبل اعلانه بأيام!
النوع الثالث: يشترط ان يكون المتقدمون لهم خبرة لا تقل عن خمس سنوات. لكن من سيعينون لا أحد يطالبهم بهذه الشروط. هو مجرد طرد للآخرين وتعيين من لا خبرة لهم!
الاستحواذ الرابع يكون في المقابلة. هذا صالح، هذا غير صالح. مثل اختيار « ملك « او « ملكة الجمال «.. والمسألة ليتها علمية او صحية او لياقة جسدية، المسألة هي لإنتقاء الموصى بهم والاعتذار « الجميل جدا « للآخرين.
اما الاستحواذ الخامس فهو: انت تحمل شهادة فضلاً عن الشهادة التي نريدها. فكيف نعينك دون درجتك؟ نحن للأسف لا نملك في الوزارة درجة تنصفك. فرصة اخرى، هذا حقك.. ولماذا تتنازل عن حقك وحق شهادتك؟ هذا ظلم! فرصة اخرى قريباً سنُعلن عنها.. وبهذا الأدب وهذه الانسانية العالية يطرد الرجل صاحب المؤهل الاعلى، لتظل الفرصة لمن أرادوه وكان الله في عون عبده!
الى متى لا نفكر بحقوق الناس مثلما نفكر ونحتال من اجل «حقوقنا»؟ الى متى يخسر البلد ابناءه وبناته الأفضل والأكثر تقدماً؟ الى متى هذا قريب .. بينما ذاك المواطن، ابن البلد، غريب؟ ولماذا؟
وهنا الصاعقة تطرد صاحب الشهادة الاعلى، خشية ان يسدّ علينا طريق الترقية او ان يحل محلنا؟
الى متى .. الى متى؟
الى متى هذا الاستحواذ، هذه الاستحواذات، هذه العيوب؟