اعمدة طريق الشعب

الانتصار للحراك اعلاميا / محمد عبد الرحمن

عام حافل بالاحداث والتطورات ،من معالمه البارزة الاحتجاج والتظاهر ورفض الخنوع ، فمنذ تموز الماضي وشوارع وساحات عراقنا تشهد حراكا شعبيا قل نظيره بسماته العامة التي شكلت فرادته، وباعداد المشاركين فيه نسبة الى عدد نفوس بلدنا ، وعند مقارنة هذه النسبة مع التظاهرات الاحتجاجية في دول العالم المختلفة ، سيظهر الاجحاف الذي يلاقيه الحراك من وسائل الاعلام ، عراقية وعربية وعالمية ، بل ان الكثير منها لا يذكره بشيء ، ان لم يكن، وخصوصا العراقي منه ، مساهما في جوقة المشوهين ، عن عمد وقصد ، لاهدافه ومرامية ومشككا في قدرته على انجاز شيء يذكر .وبالطيع هذا لا يشمل البعض المحدود من وسائل الاعلام التي تواكب الحراك ، وتسعى ان تعطيه حقه ومساحته التي يستحقها.
ونحن نحتفل مع حراكنا المبارك في مناسبة مرور سنة على انطلاقته نشدد على اهمية الجانب الاعلامي في وصول الحراك الى اهدافه وغاياته ، وهو ما يوجب ، كما نرى ، ايلاءه الاهتمام الكافي في الفترة القادمة التي تؤشر كل المعطيات ، وبالاساس للتباطؤ والتسويف والمماطلة في السير على طريق الاصلاح ، بل حتى النكوص عنه والتراجع عما جرى الاقدام عليه من خطوات واجراءات ، الى انها ستشهد المزيد من النشاطات والفعاليات الاحتجاجية وتنوعها واتساعها بعد ان صم المتنفذون الفاسدون اذانهم عن سماع صوت الناس ، والاستجابة الى مطالبهم العادلة ، واصرارهم على السير على ذات المنهج الخاطي والبائس .
نعم الحاجة ماسة الى ان ينتصر الحراك اعلاميا ، وان تدخل اهدافه ومطالبه الى كل بيت ، والى كل عائلة ، فهو منها واليها وينسجم ما يطالب به مع تطلعات شرائح وفئات واسعة من المواطنين . ويتوجب تبيان حقيقة ان استمرار الحراك وصولا الى اهدافه بحاجة الى حشود وكتل بشرية ضاغطة فاعلة ،وان تصل الرسالة قوية ، مسموعة الى كل العناوين والاسماء .
وهنا لا يتوجب الاكتفاء ، رغم اهميتها ، بوسائل الاتصال الاجتماعي ، ومع القناعة بتزايد اعداد الذي يستخدمونها وغدت لا غنى عنها في ايصال المعلومة والرسالة ، فما زالت اعداد كبيرة من الناس بعيدة عن هذه التكنولوجيا ، فهي تفضل الوسائل المقروءة والمسموعة والمرئية ، وتريد ايضا من يخاطبها بشكل مباشر .
والشباب المدني في الحراك الذي انهى مؤتمرا ناجحا له يوم الجمعة، والذي اثار الاعجاب واشر الى طاقات شبابية كبيرة وواعدة، يتمكن من النهوض عن جدارة بهذه المهمة عبر فرقه الجوالة وطرق الابواب ، وغيرها من الوسائل والاساليب التي يمكنان يبتدعها .
وهنا، ايضا ، للمثقفين من كتاب وشعراء وادباء وصحفيين وفنانيين واعلاميين ، دور كبير ينتظرهم، وعلى الاخص منهم ، المدنيون والديمقراطيون والشيوعيون في ان يطوروا دعمهم واسنادهم للحراك ، بشتى الاعمال والنتاجات المبدعة، والترويج لها في وسائل الاعلام المختلفة ، حيثما استطاعوا الى ذلك سبيلا .
واذ لا فائدة ، ولا جدوى من انتظار تغطيات الفضائيات المنحازة اصلا ضد الحراك بحكم مواقف اصحابها ومصادر تمويلها ، فان اللوم والعتب والنقد الشديد ينصب على وسائل الاعلام التي يتم الصرف عليها وتمويلها من اموال الشعب فهي انحازت بامتياز الى الحاكم بغض النظر عن اسمه!.
الحافز الى كتابة هذه السطور في الذكرى السنوية للحراك الذي يصر على المواصلة بسلمية حتى تحقيق اهدافه المعلنة ، هو متابعتي لتغطية وسائل الاعلام لمؤتمر شباب الحراك المدني ، المتميز بكل المقايسس ، النوع والحضور ، وكذلك للتظاهرة الجماهيرية يوم الجمعة الماضية بالافها التي تهتف ضد المحاصصة والفساد ، وتصر على الاصلاح والتغيير .
اليقين ان الحراك سينتصر ، وستجد مطالبه طريقها الى التنفيذ ، فهي تعبر عن ارادة الشعب ، طال الزمن ام قصر ، رغم انف المتنفذين الفاسدين ، ومن يقف معهم من وعاظ السلاطين!.