اعمدة طريق الشعب

تعلّموا الإصغاء! / راصد الطريق

لا ادري كيف ابدأ هذا الموضوع. حقيقة هو مربك قليلاً. لا لأنه معقد صعب، ولكن لانه يمتد من الوزير في الوزارة الى الوكيل الى المدير العام الى رئيس القسم الى الموظف. هذا الاخطبوط اللامرئي، نستطيع ان نرى اثره واحياناً نسمع صوته!
قد يقول لي القارئ " نحن الكادحين قراء طريق الشعب، نريد كلاماً واضحاً مباشراً، ولسنا في حالة بطرٍ نلهو بفك الالغاز. قل لنا ما تريد!"
وأقول نعم، هذا حقكم، فقد تبرجزت قليلاً وحاولت ان أكون غاية في التهذيب، مثل بعض اصحاب المواقع وراء تهذيبه مصائب!
المهم، اليكم موضوع الكلام ما دمتم تريدون المباشرة و " طگ بـ طگ ! ": هؤلاء الذين اشرت إليهم كلهم يمارسون خطأ سلوكياً. واحدهم ما ان تحاججه او تصوّب رأيه، حتى يرتفع صوته غاضباً وحتى تصبح انت مشاكساً، وحتى تستحق الطرد او يسعى مستقبلاً إلى التخلص منك إن كنت في دائرته، وطردك إن كنت مراجعاً صاحب مسألة.
مذا يعني هذا؟ يعني اننا لا نريد ان نعرف آراء الناس وافكارهم. أي اننا نحرم انفسنا من ثم نحرم عملنا من فرصة تصويب وتلافي خطأ.
كيف نستطيع ان نقنع الوزير او المدير العام او رئيس القسم او الموظف او الاستاذ، بأن من يحاججك ويقدم لك ملاحظة او رأياً مخالفاً لقناعتك هو مُعين نافع لك. وفضل منه إن أشار لك برأي او صحّح اجراءً؟ هو ليس مصيباً دائماً ، هذا صحيح. ولكنه ليس مخطئاً دائماً!
لنعلّم انفسنا، لنعيد تربيتها على مسؤولية اداء هذا الدرس الاخلاقي التربوي. هو ليس فقط أساسا للتعامل السليم بين الناس، ولكنه ايضاً اساس لنألف الديمقراطية، لنتقبلها، لنمارسها.
لا احد يجبر المسؤول على ان يغير رأيه. لكن عليه هو ان يسمتع للآخر، فإن رأى ما ينفع اخذ به، وهو كاسب وذاك متفضل.
هذا لا ينقص من هيبة ولا يقلل من شأن. هو اختبار لمدى السماحة والحلم فيك ولمدى احترامك الحقيقة والصواب. وهو ايضاً يمنحنا فرصة للتخلص من الاخطاء.
اعود الى التأكيد: على كل واحد منا ان يذكر نفسه. ان يدرّبها على هذا الخلق في التعامل مع الناس في الحياة، وخذ الحكمة من أي وعاء خرجت..