اعمدة طريق الشعب

اللعبة القاتلة / كفاح محمد مصطفى

تحت عنوان مبادرة لا بد منها كتب في هذا العمود بتاريخ 17 آب 2011 ما يلي:
من عجائب وغرائب المشهد السياسي العراقي هو ان معظم قيادات الاحزاب السياسية والقوى والكتل والائتلافات المتنفذة تشارك في قمة السلطة وتعد مشاركتها فيها مهمتها الرئيسة وليس عملها الفكري والسياسي في تلك الاحزاب مما يفقدها القدرة على استشعار انحراف احزابها عن اهدافها المعلنة ويفقدها القدرة ايضاً على تصحيح الانحراف وذلك لانبهارها ببريق السلطة الذي اخذ يطغي على بريق المبادئ والقيم والاهداف والبرامج المعلنة من قبل تلك الاحزاب قبل وصولها الى السلطة لذلك فعلى الملاكات المتقدمة في تلك الاحزاب والبعيدة عن مراكز الاغراء في السلطة ان تأخذ زمام المبادرة وتشخص الاخطاء والانحرافات بكل جرأة وشجاعة وبمبدئية عالية وان تشخص اخطاء قيادات تلك الاحزاب المشاركة في السلطة، تلك الاخطاء التي سيدفع شعبنا المظلوم ثمنها غالياً جداً.
ان على العناصر النزيهة والمخلصة والتي حافظت على قيمها ومبادئها ولم يعم ابصارها بريق الذهب والسلطة المنتمية الى الاحزاب السياسية المتنفذة ان تأخذ زمام المبادرة وتنهي لعبة الصراع على السلطة والجاه والنفوذ والمال، تلك اللعبة التي ستقود بلادنا الحبيبة لا محالة الى الهاوية.
ان بامكان تلك العناصر ان تنهي اللعبة معتمدة على جماهير تلك الاحزاب التي ملت اللعبة وتنتظر من ينهيها ومعتمدة كذلك على تأييد جميع المواطنين العراقيين التواقين الى إنهاء تلك اللعبة القاتلة لآمالهم وطموحاتهم في بناء دولة ديمقراطية حضارية جديدة توفر الخبز والكرامة والحرية والسعادة لجميع العراقيين هذا ما كتب في هذا العمود بتاريخ 17 آب 2011 ومع الاسف الشديد ما زال بريق السلطة والجاه والمالي يطغي على بريق المبادئ حتى هذه اللحظة ومع الاسف الشديد لم تأخذ الملاكات المتقدمة من تلك الاحزاب زمام المبادرة وتشخص الانحرافات بكل جرأة وشجاعة وبمبدئية عالية بل ويا للمأساة انبهرت هي ايضاً ببريق السلطة والجاه والنفوذ والمال ودفع شعبنا المظلوم الثمن غالياً جداً جداً وسالت انهار من دمائه الطاهرة في الشوارع والاسواق والازقة واحتلت ثلث مساحة العراق من قبل عصابات دموية ارهابية متوحشة. فمن ينهي اللعبة القاتلة، لعبة الصراع على السلطة والجاه والنفوذ والمال وينقذ ما يمكن انقاذه من بلادنا الحبيبة من؟ من؟