اعمدة طريق الشعب

عيد اللومانيتيه 2016 : عيد للشعب الفرنسي ، عيد لليسار العالمي / طه رشيد

تنطلق فعاليات عيد جريدة «لومانيتيه» بعد غد، الجمعة، وتستمر كالعادة مدة ثلاثة ايام.
ولم يعد الاحتفال بجريدة الحزب الشيوعي الفرنسي « لومانيتيه - الإنسانية « مقتصرا على الشيوعيين من الفرنسيين، بل تعداه ومنذ سنوات إلى جموع الشعب الفرنسي فتحولت تسمية هذا الاحتفال من «مهرجان» إلى « عيد» يؤمه خلال ايامه الثلاثة مئات الآلاف من شرائح مختلفة ومن مشارب مختلفة. ولم يقتصر على الشيوعيين واليساريين فقط بل شمل حملة الأفكار الاخرى المختلفة، مما ساعد على ديمومة « العيد « وعلى تنوعه الجميل الذي لا يفسد الود بين أبناء الوطن الواحد.
ويعد هذا العيد أهم عيد شعبي في فرنسا، وقد دخل هذا العام سنته الاولى بعد الثمانين .. وتتخلله خلال الايام الثلاث مئات الحفلات الموسيقية، بينها سمفونية لفرقة الاذاعة الفرنسية ولموسيقى الجاز، وموسيقى واغاني حديثة تتماشى ومزاج الجيل الجديد. خاصة وأن الدخول لميدان العيد لمن هم اقل من 15 عام مجانا ! بينما حدد سعر الدخول للاخرين بخمسة وثلاثين يورو للأيام الثلاثة، ما يقارب خمسين الف دينار للشخص الواحد. ورغم ارتفاع سعر الدخول إلا ان المنظمين يعتقدون أن عدد من يدخلون هذا العام سيتجاوز نصف مليون زائر.
وعودة الى برنامج الايام الثلاثة فهناك ايضا المسرح والسيرك والرياضة والمعارض المختلفة بجانب أهم دور النشر التي تجد فرصة في هذا العيد لترويج الكتب والمطبوعات.
أما الندوات السياسية والفكرية، فحدث ولا حرج، إذ أنها تتناول مختلف الإشكالات المحلية والدولية يتخللها نقاش مفتوح مباشر مع الجمهور. وتقوم العشرات من وسائل الإعلام المحلية والدولية بنقل نشاطات العيد، الذي يمكن للزائر أن يتعرف على كل فرنسا من خلاله، لان المقاطعات والمدن المختلفة تساهم جميعا،( من مدينة اللاجئين «كالي « في الشمال إلى مدينة « مرسيليا « في الجنوب) بازيائها وفلكلورها ومطبخها ومشروباتها.
ولا تقتصر المشاركة على الفرنسيين فحسب، فمنذ عقود توسعت المساهمة في هذا العيد لتشمل الأحزاب الشيوعية واليسارية في مختلف أنحاء العام، وقد خصصت مساحة كبيرة لهم اسموها « قرية العالم «، مما يفسح المجال لرفاق القارات الأربع فرصة اللقاء كي يتبادلوا وجهات النظر والخبرة والمعرفة خلال أيام العيد.
ومنذ أربعة عقود و» طريق الشعب « تساهم بشكل فاعل في هذا المهرجان، حتى أصبحت احد رموز « قرية العالم» وسط هذا العيد الكبير، الذي يمنح الأمل للاجيال الجديدة من اليسار العالمي في الوصول الى عالم آمن خال من الارهاب والقتل والدمار.