اعمدة طريق الشعب

أنقذوا الأندية الرياضية / منعم جابر

البعض يتساءل من اين يبدأ اصلاح الواقع الرياضي؟ اقول وبالمباشر ومن خلال تجربتنا الرياضية الطويلة،ان البداية تكون من الاندية الرياضية لانها قلب الرياضة ونقطة الشروع الاولى، فمن يريد ان يبني رياضة عراقية متطورة عليه ان يبدأ من اصلاح قلبها، والاندية هي القلب ولا يمكن ان يبدأ الاصلاح الا بوضع خارطة طريق واضحة المعالم تبدأ بتشريع قوانين المؤسسات الرياضية التي اولها الاندية الرياضية ثم الاتحادات الرياضية واللجنة الاولمبية الوطنية العراقية القائدة للرياضة الانجازية، عندها نكون قد وضعنا قدمنا على الطريق الصحيح.
ونعيد ذات السؤال الذي بدأنا به حديثنا: كيف يبدأ الاصلاح الرياضي؟ قلنا:الاندية وقانونها، فالاندية الرياضية العراقية تعيش اليوم اسوأ ايامها وفشلها وتراجعها،بسبب غياب القانون الخاص بها وعدم وضوح عائديتها وفقر وضعف العابها وانشطتها الثقافية والاجتماعية وضياع هيئاتها العامة، وانعدام دورها المجتمعي والتأثيري في الشبيبة العراقية وعموم المجتمع.
اذا ما هي فائدتها اذا كان نشاطها ودورها محدوداً الى حد الاقتراب من الصفر؟ ولنأخذ الحال مثلا ان الاندية الرياضية يصل عددها الى 300 ناد وكل ناد لا يتجاوز الـ 20 رياضيا باستثناء بعض الاندية وعلى عدد اصابع اليد تمارس عشرة العاب وان عدد اعضاء هيئاتها العامة قد يصل الى 400 عضوا، فيكون العدد الاجمالي بعد الحساب والكتاب والتمحيص والتدقيق لأعضاء الهيئات العامة لجميع اندية العراق لا يتجاوز 100 الف عضو، هذا على احسن افتراض.
اذا وزارة الشباب والرياضة ومديرية التربية البدنية بموظفيها وبناياتها وتكاليفها وملاعبها تقدم خدماتها لـ 100 الف شاب وشابة بينما النادي الاهلي المصري يضم في صفوفه 137 الف عضو هيئة عامة، ونادي الزمالك يضم اكثر من 125 الف عضو هيئة عامة وتمارس فيه عشرات الالعاب الرياضية وتقام فيه احسن النشاطات والفعاليات الثقافية والفنية والاجتماعية، اضافة الى عمله الأساسي في المجال الرياضي.
اين هي الجدوى الاقتصادية من وجود مئات الاندية الرياضية ذات العمل الرياضي المحدود والتأثير المجتمعي البائس والاجتماعي المفقود، وهناك عشرات الاندية في النموذج المصري والاردني والخليجي نستطيع التحدث عنها والعمل وفق آلياتها، لا بل ان انديتنا كانت نموذجاً في نشاطاتها الرياضية والثقافية والاجتماعية، اين نحن من هذا؟
لنبدأ من الاندية ونسن لها القوانين والتشريعات وان توسع نشاطاتها وفعالياتها الرياضية والاجتماعية، عندها ستخلق رياضة متقدمة تحقق لنا الانجاز المطلوب.. ولنا عودة.