اعمدة طريق الشعب

قبل فوات الأوان / كفاح محمد مصطفى

قرر محافظ الديوانية سامي الحسناوي اعفاء مدير مستشفى الديوانية التعليمي وعدد من مدراء الاقسام وشعب المتابعة في المستشفى، فيما اكد ان القرار جاء بناء على توصية اللجنة التي تم تشكيلها للتحقيق في حادثة الطفل الذي اصيب بشلل في قدمه بسبب (حقنة بالخطأ) وقال سامي الحسناوي في حديث الى (المدى برس) ان تردي الخدمات الطبية والصحية والفندقية في مستشفى الديوانية التعليمي التي تم تسجيلها خلال الزيارات المفاجئة أوجبت اتخاذ اجراءات حاسمة وعاجلة لتصحيح المسار في تقديم الخدمات الطبية والصحية لابناء المحافظة. واوضح الحسناوي انه اصدر كتاباً رسمياً يتضمن اعفاء مدير مستشفى الديوانية واعفاء رئيس الاطباء المقيمين في المستشفى وشمل الكتاب ايضاً اعفاء مسؤول شعبة الصيدلة في مستشفى الديوانية التعليمي اضافة الى اعفاء مسؤول المتابعة ومسؤول شعبة الصيانة ومسؤول شعبة الخدمات في المستشفى من مهام عملهم. واكد الحسناوي ان القرار تم اتخاذه بعد الاطلاع على قرار اللجنة الخاصة التي حققت في حالة الطفل نور احمد القصير الذي شلت ساقه اليسرى بعد زرقه بحقنة في مكان خاطئ اضافة الى المشاهدات والتقارير اليومية التي تؤكد ضعف الخدمات في المستشفى التعليمي.
ان كل الاجراءات التي تتخذ لتحسين الوضع الصحي المتردي جداً في المستشفيات الحكومية والتي يدفع ثمنها الفقراء والفقراء فقط لان لا خيار لهم سوى مراجعة المستشفيات الحكومية هي اجراءات جيدة وممتازة، والسؤال الآن اذا كانت كل هذه الاجراءات قد اتخذت بسبب حقنة بالخطأ أدت الى اصابة طفل بالشلل فمن يتخذ الاجراءات الحاسمة والعادلة بحق من اصابوا بلادنا الحبيبة بالشلل من جميع النواحي السياسية والاقتصادية والزراعية والصناعية والعمرانية واخطرها الاوضاع الامنية والاستخبارية والعسكرية التي أدت الى احتلال عصابات ارهابية واجرامية ثلث اراضي بلادنا الحبيبة.
يا سادة يا كرام يجب ان تكون لديكم الجرأة والشجاعة والشعور العالي بالمسؤولية تجاه شعبنا المظلوم لاعادة النظر بكل الحقن الخاطئة بل والقاتلة التي حقنتم بها بلادنا الحبيبة وفي مقدمتها المحاصصة المقيتة. تلك الحقنة التي قادت بلادنا الحبيبة الى حافة الهاوية لانها كانت حقنة طاردة للعناصر الكفوءة والمخلصة والنزيهة ذات التاريخ النضالي والكفاحي المشرف لجيلنا بل وحتى للاجيال القادمة وجاذبة للعناصر الانتهازية والوصولية والمتلونة والفاسدة والمفسدة بكافة اشكالها والوانها. فمن يملك الجرأة والشجاعة والشعور العالي بالمسؤولية تجاه شعبنا وبلادنا لانقاذ ما يمكن انقاذه قبل فوات الأوان، نعم قبل فوات الأوان من؟ من؟