اعمدة طريق الشعب

.. ولم ينقذ احد اطفالنا / كفاح محمد مصطفى

رغم ان قراراً اتخذته الامانة العامة لمجلس الوزراء في وقت سابق بمنع تداول العاب الاطفال المحرضة على العنف ورغم ان قراراً اتخذته وزارة الداخلية في وقت سابق ايضاً نص على منع العاب الاطفال المحرضة على العنف ورغم العديد من المناشدات والتحذيرات، ولكن (وآه من ولكن) كل القرارات والاوامر والمناشدات والتحذيرات بقيت حبراً على ورق مع الاسف الشديد وبقيت الاسواق عامرة بتلك الالعاب. فقد اعلنت دائرة صحة بغداد/ الرصافة اصابة اكثر من 56 شخصاً في منطقة العين خلال ايام العيد بسبب العاب اسلحة (الصچم)، وذكرت الدائرة في بيان لها ان مستشفى ابن الهيثم استقبل اكثر من 56 حالة اصابة بالعين بسبب (صچم) الاسلحة البلاستيكية. فكم اصابة استقبلتها بقية المستشفيات في بغداد وبقية المحافظات يا ترى؟
يا سادة يا كرام امنعوا دخول العاب الاطفال المحرضة على العنف لانها تنشر ثقافة العنف لدى الاطفال بدلاً من ثقافة المحبة والسلام والتسامح. ففي الاحياء الشعبية يشكل الاطفال مجموعات وتدور حرب ضارية بينهم لتنتهي بفقء عيون البعض منهم، هكذا يقضي اطفال الفقراء اوقات فراغهم بدلاً من قضائها في مدن العاب اسعارها مناسبة وفي متنزهات ومسارح الطفل ومكتبات الطفل.
يا سادة يا كرام ان مسدسات ورشاشات الصچم واللعب الاخرى المحرضة على العنف تصنع خصيصاً للعراق، نعم خصيصاً للعراق. ففي دول العالم المتطورة والمتحضرة لا تقدم للاطفال سوى اللعب التي تنمي تفكير الطفل. اما في بلادنا الحبيبة فلا تتوفر في اسواقها باسعار مناسبة سوى اللعب التي تنمي ثقافة العنف لدى الاطفال وتؤثر تأثيراً سلبياً على سلوكهم.
يا سادة يا كرام اصدروا الاوامر المشددة الى منتسبي وزارتي الدفاع والداخلية والى منتسبي جهاز التقييس والسيطرة النوعية ودائرة الكمارك في جميع المنافذ الحدودية بمنع ادخال لعب الاطفال المحرضة على العنف اولاً ومن ثم منع بيعها في الاسواق فاذا دخلت من المنافذ الحدودية فانها ستباع بطريقة او باخرى للاطفال. يا سادة يا كرام يقول الفيلسوف الفرنسي جان بول سارتر ان كل ما كتبناه يقف عاجزاً امام الطاقة التعبيرية التي تحملها دمعة طفل، فمن يتحسس الطاقة التعبيرية لدموع الاطفال الذين فقئت أعينهم اثر اصابتها بصچم الاسلحة البلاستيكية فيمنع دخولها او بيعها فوراً؟ نعم من يتحسس يا ترى؟
هذا ما كتب في عمود همسة تحت عنوان انقذوا اطفالنا من ثقافة العنف بتاريخ 27 آب 2013 ولم ينقذ احد اطفالنا من ثقافة العنف مع الاسف الشديد. فقد اعلنت دائرة صحة بغداد/ الرصافة تسجيلها 85 حالة اصابة جراء استخدام لعب الاسلحة البلاستيكية (الصچم) خلال ايام عيد الاضحى. فمن ينقذ اطفالنا من العنف مَن مَن؟