اعمدة طريق الشعب

النمونه / محمد علي محيي الدين

وزارة التجارة العراقية لها باع طويل في النهب و»الفرهود» منذ عهد وزيرها خالد الذكر وحتى اليوم، ولا تخلو وسائل الاعلام يوما من أخبار مثيرة عن هذه الوزارة الخطيرة. فمن الاسماء الوهمية في البطاقة التموينية حتى الشاي المسرطن والزيت منتهي الصلاحية الى (التمّن) العفن الذي استوردته أخيرا من الهند، وبطريقة تثير التساؤل. فقد دعيت الشركة المجهزة كما يقال من قبل الوزارة مباشرة دون المرور بالإجراءات المعروفة في المناقصات في تقديم العروض والمنافسة بين الشركات، بعذر أن الشركات احجمت عن التقديم الى تلك المناقصة.
ان ما يثير الغرابة هو ان العراق يمتلك خبرة لعشرات السنين في الاستيراد والتصدير، وان كوادر الوزارة متمرسة في هذا العمل، ونتذكر جيدا ان النظام المقبور كان يؤمن المواد الغذائية في اوقاتها المحددة رغم ما شاب تعاملاتها من فساد. ولكن بعد السقوط بدأنا نواجه المشكلات الخطيرة في تأمينها وعدم القدرة على توفيرها نظراً لجهل المتولين زمام الوزارة، وفسادهم، ولم تنجح حكومتنا «حفظها الله» طيلة السنوات الماضية في معالجة هذا الخلل بسبب المستشارين «اصحاب الخبرة» من حملة الشهادات المزورة وهيمنة الجهلة في أمور التجارة والاقتصاد! وعلى الرغم من دعاوى الاصلاح ومحاربة الفساد، الا اننا ما زلنا نرى الفاسدين يتصدرون المشهد السياسي بإصرار تحت شعار «الاصرار على الخطأ فضيلة»!
ابداع وزارة التجارة لم يقف عند حد. فقد ابتكرت طريقة جديدة في فحص المواد الغذائية، من خلال التذوق، وهي طريقة بدائية، متناسية أن هناك أجهزة قادرة على كشف وإظهار العيوب.. «گبور الهل نمونه»- صرخ سوادي الناطور، مضيفا: «هاي سالفتهم مثل ما چـنه بجيش گبل يوميه الطباخ لازم يودي نمونه من الزاد للآمر. وتشوف الطباخين محضرين مواعين فرفوري وخاشوگـه ستيل وصينيه أم الجرجف، ويلبس الطباخ صدريه بيضه وياخذه ضابط الخفر يس.. يم الغرفة الآمر، ويتفضل السيد الآمر يضوگ التمن والمرگ وبعدين يوزعوه عالجنود، وجانوا الطبابيخ يطبخون مرگـه وتمن بجدر زغير حتى يقدموه على أساس نمونه من أكل الجنود!
عاد هسه ولا وزارة التجارة قشمروا ارواحهم وطلعونه مقطع فيديو للسيد المدير وهو طابخ تمن ويضوگـه وأول ما خله اللـگمه بحلـگـه گال بسم الله الرحمن الرحيم، هاي اشلون تمن شلون يـگولون مغشوش الما يخافون الله، وشهدت المره البتها! وانحلت المشكله ويا دار ما دخلـچ شر وهنياله على هاي الوزارة وعلى ذوله الفاسدين!».