اعمدة طريق الشعب

قتل الثقافة دون شعور! / عادل الزيادي

تفاءل اهالي مدينة الديوانية كثيرا حينما بادرت مجموعة من المثقفين الفنانين والادباء إلى اختيار ساحة وسط المدينة، لاقامة فعاليات مماثلة لفعاليات شارع المتنبي، ولتكون شارعا ثقافيا يفتتح كل يوم جمعة. وفعلا كان الأمر ناجحا في بدايته، واستقطبت الفعاليات حضورا متميزا من المواطنين والمبدعين، شبابا وعائلات. وقد شملت الفعاليات معارض كتب وعروضا مسرحية، فكانت - كما فسرها البعض – بمثابة رد على الإرهاب والتخلف الذي يحاول ان يقضي على الحياة وإبداعاتها.
تتالت الجمع بنحو مقبول، رغم الظروف الجوية القاهرة، ولكن المفرح ان السيد المحافظ بادر الى زيارة الساحة بنفسه، وخارج الزيارات الرسمية، والتقى العديد من روادها والقائمين عليها، ووعدهم بإيلاء اهتمام استثنائي لمشروعهم الثقافي، وإنشاء مسقفات تقيهم حرارة الشمس ومطر الشتاء. فاستبشر مثقفو الديوانية خيرا، لا سيما ان المحافظة بحاجة ماسة إلى مشاريع ثقافية كهذه، تبدو في نظر البعض مهمة كأهمية المشاريع التنموية أو التربوية أو الصحية أو الخدمية الأخرى. لكن المؤسف ان هذه الوعود ذهبت ادراج الرياح، ولم يكن لها حضور على ارض الواقع.
من هنا يذكّر القائمون على المشروع السيد المحافظ بضرورة إنشاء مسقفات للساحة، لحماية الفعاليات وتنشيطها، ولكي لا تكون الظروف الجوية عائقا أمام استمرارها وديمومتها، وقبل ان تستحوذ عليها الشعارات او الملصقات التي يصعب المساس بها! ونحن في انتظار التنفيذ..