اعمدة طريق الشعب

لماذا تفوق اليابانيون؟ / منعم جابر

في منتصف تسعينيات القرن الماضي حرم منتخبنا الوطني نظيره الياباني من التأهل الى نهائيات كأس العالم بواسطة هدف التعادل الذي سجله المهاجم يومذاك جعفر عمران.
اذا هدف عراقي حرم الفريق الياباني من التأهل وأفقده الفرصة، وكان ذلك الهدف ناقوساً وانذاراً ومحركا للماكينة اليابانية للتحرك نحو الامام وباتجاه المستقبل وتحذيرا من النوم والغفلة.
ومع مرور الزمن تقدم اليابانيون ببرامج واضحة وخطط دقيقة ومناهج عملية وعمل شاق ومتواصل وطويل، كل ذلك كان مع بداية القرن الجديد لتصبح اليابان القوة الرئيسة الجديدة في القارة الصفراء وزاحمت كوريا الجنوبية وردعت الضيف الاسترالي الجديد، وتحولت الزعامة الآسيوية الى شرق آسيا. ولكن كيف تم هذا التحول وتلك الزعامة؟
حدثني الكابتن كريم ناعم مدرب حراس مرمى المنتخب الوطني السابق قبل ايام حيث غادر في دورة تدريبية وتطويرية اقيمت في طوكيو قائلاً: ان اليابانيين يعملون بجد واجتهاد لانهم وضعوا لأنفسهم هدفا كبيرا هو الفوز بكأس العالم عام 2050 وقد الزموا انفسهم بتطبيق خطوات علمية وعملية لتحقيق هذا الهدف الكبير. فنظام الدوري لديهم يقسم الى ثلاثة اقسام: دوري للمحترفين، ودوري للمقاطعات، ودوري للمدراس والجامعات. اضافة الى عدد من دوريات الفئات العمرية للأشبال والناشئين والشباب والرديف، ولكل المقاطعات اليابانية.
اما المدربين فانهم يصنفون الى اربع فئات، اضافة الى المدربين المحترفين، الذين يبلغ عددهم عام 2015 (424 مدرباً). اما مدربي الصنف A فعددهم 1496 مدربا والصنف B 4263 مدرباً والصنف C 28383، اما الصنف D فعددهم 42383 مدرباً، وهؤلاء المدربون يشرفون على الفئات من 12 و 14 و 16 عاماً، وهناك شروط وضوابط لتأهيل المدربين وتوزيعهم على الفئات العمرية. اضافة الى سلسلة من الدروات التدريبية والتطويرية والساعات الاضافية داخل اليابان وفي باقي بلدان العالم المتطور كروياً لزيادة خبرة وكفاءة ومهارة هؤلاء المدربين والمحترفين منهم على وجه الخصوص. يضاف الى ذلك وجود لجان للبحوث والدراسات خاصة بواقع كرة القدم وخطوات تطويرها والنهوض بها ومعالجة الاخفاقات والتراجع والكبوات التي تحصل فيها. انها جملة ملاحظات اطلع عليها احد مدربينا واعجب بها ونقلها بأمانة.
سادتي هكذا تعمل الاتحادات والمؤسسات المختصة بالرياضة وكرة القدم من اجل غد كروي جميل، اما نحن فما زلنا بعيدين عن ركب العالم! المطلوب ان نطلع ونتعلم حتى نلحق بالركب والا فلا.أمل.