اعمدة طريق الشعب

كاوبوي عراقي! / محمد علي محيي الدين

كنت وما زلت من متابعي أفلام الكاوبوي الأمريكية، أو أفلام رعاة البقر، وأعيد مشاهدتها بين الحين والآخر وخصوصا انها متوفرة على موقع «يوتيوب» بكثرة. فأشاهد كيف يهاجم هؤلاء اللصوص المصارف ويقتلون ويُقَتلون من أجل الاستحواذ على الأموال، ولكن ما نراه اليوم من سرقات للمصارف العراقية بطرق خسيسة لا يرقى الى مصاف أولئك اللصوص المحترفين في القتل والسرقة، ونحمد الله مرتين أن لصوص المصارف الجدد يسرقون بطرق فنية دون اراقة الدماء، والا لوجدنا ان مئات، إن لم يكن آلاف العراقيين، قد قتلوا في عمليات السطو.
سرقة المصارف بدأت بعد التغيير ولم يكن هناك من يجرؤ على مهاجمة مصرف أو سرقته باحترافية فنيه. فالقانون الصارم يحول دون هذه السرقات، والمال السائب الآن يشجع على السرقات. وآخر ما نشر عن هذه السرقات قيام مافيا مصرفية بسرقة أكثر من 75 مليار دينار من أحد فروع مصرف الرشيد. حيث أدار المواطن ( ي . م . ع ) عملية السرقة عن طريق حوالات برسم التحصيل صادرة من احد فروع المصرف الزراعي، وإيداعها في حسابه الشخصي لدى احد فروع مصرف الرشيد، ومن ثم سحب وإيداع المبالغ في حساب أشخاص آخرين (مواطنين وأصحاب مكاتب صيرفة). وبحسب تصريح مكتب المفتش العام في وزارة المالية، ان المكتب «اتخذ إجراءات التحقيق والتدقيق اللازمة في فترة زمنية قياسية»، وانه تم القاء القبض على السارق واحالته الى القضاء.
ونتساءل كيف استطاع مواطن لوحده تنظيم عملية الاحتيال وسرقة هذا المبلغ الكبير دون وجود تواطؤ مع موظفين في كلا المصرفين، أو دعم من المافيا العالمية التي يعتقد سوادي الناطور انها مهيمنة على المصارف العراقية؟ لا أستبعد أن المحكمة ستصدر حكما بالسجن لا يتجاوز العامين على المجرم ليطلق سراحه في عفو عام أو خاص، ويتمتع بهذه الأموال. وعاش العراق شعبا وحكومة وهم يسرقون في وضح النهار!
ابتسم سوادي الناطور وقال: «يبعد رويحتي هو لو أكو قانون يوجع چا جسر واحد يمد أيده على فلوس المصارف؟ لو شافوهه تايهه لا حساب ولا كتاب، وگام كلمن يبوگ على كيفه وفلوس الوادم راحت بالبوگ والفرهود وفنه اليحـچـي، لأن وره ذوله آفات وبلاوي متلتله وكل واحد ساندته «جهة» چـبيره لو حزب چـبير، واذا ظلينا هذا من ربع أفلان وهذا من ربع فلتان صدگ ما تظل عدنه ولا عانه ونگوم أنجدي من الجيران!».