اعمدة طريق الشعب

ابن سَكّرة :هَلْ سَمعْتُمْ بهَذَا الاسْم ؟! / يوسف أبو الفوز

مع تواصل سير عمليات تحرير الموصل والمدن الاخرى في محافظة نينوى وتوالي الانتصارات العسكرية، والتأثير الايجابي الكبير على مزاج شعبنا، قرأت لصديقي الصَدوق أَبُو سُكينة، بيانات صدرت عن قوى سياسية عراقية وطنية، تدعو شعبنا الى دعم واسناد القوات المسلحة، لاجل توفير مستلزمات النصر، وتدعو الى الحذر من داعش ومن يدعمها من خلايا نائمة ! صاحبنا أَبُو جَلِيل، الذي يعاني كثيرا من ضعف السمع، قال مستغرباً : خلايا ناعمة؟ هاي شلون؟ يسبحون بالحليب لو ...
قاطعه أَبُو سُكينة ضاحكا: يا ابن الحلال لا تورطنا مع نصفنا الناعم !
الطريف أن سُكينة تلقفت الامر،واستعرضت اسماء فنانات عالميات،عرفنّ بأخبار حفلاتهنّ وازيائهنّ وعشاقهنّ وافترضتهن عضوات في هذه الخلايا. دخلت زوجتي على الخط، ومعا حددنّ مهاما نضالية لبعض الفنانات.
خفت ان يثير ذلك زعل جَلِيل، اذ صار كلام والده محل تندر. حاولت تغيير مجرى الحديث، فقلت: أتدرون أنهيتُ مؤخرا اعادة قراءة مؤلف «الأخوة كارامازوف»، للعبقري الروسي فيودور دوستويفسكي (1821 - 1881)، ترجمة المتميز سامي الدروبي (1921ـ 1976)،ولفت انتباهي في الجزء الاول ان دوستويفسكي وفي اطار الحديث على لسان بطله «ديمتري فيدوروفتش» عن حال أخوات يعرفهنّ يقول (تغير حالهنّ بين عشية وضحاها تغيرا مفاجئا لا يعرف المرء له مثيلا إلا في «الحكايات العربية»). اتدرون أن دوستويفسكي يقصد هنا حكايات «الف ليلة وليلة «، فمنذ صدورها مترجمة الى اللغة الانكليزية لاول مرة في عام 1706م وهي تسمى في الادبيات الغربية والاوربية اما «الليالي العربية» او»الحكايات العربية»؟!
يبدو ان جَلِيل بذكائه تفهم محاولتي، فجاراني في تحويل دفة الحديث، وقال: قرأت عن جدل دار حول الكاتب الاصلي لحكايات الف ليلة وليلة، التي يقال انها لم يكن لها مؤلف واحد وانها خليط من حكايات هندية وفارسية وعربية، جُمِعت وتُرجمت إلى العربية خلال العصر الذهبي لبغداد. الرأي يقول ان مؤلف الليالي هو واحد، وهو كاتب عراقي، ويحددون اسمه (محمد بن سكّرة الهاشمي البغدادي) ويوردون عشرات الادلة التي تؤكد قولهم !
هنا تدخل أَبُو سُكينة: اتركونا من الف ليلة وليلة التي سحرت كل العالم، ومن لياليها الناعمة، ومن ابن سكّرتكم وتعالوا نشوف ليالينا ونهاراتنا الحالية، مع كاتبها ابن سكّرتنا ومن لف لفه وخلايا «ماعش» الناعقة بكل صلافة وهي تهاجم حرياتنا المدنية، وتدافع عن المحاصصة والفساد وتزرع الكوابيس في أيامنا. أظن أن هذا الكاتب الروسي لو كان عايش معنا واراد كتابة قصصنا، ربما سمى كتابه «الأخوة آل محاصصنوف» !