اعمدة طريق الشعب

كم يوم مشترك يجمع الشهداء؟ / ئاشتي

هل الذكرى تستنزف الحنين الى أيام عشتها مع من تتذكرهم؟ وهل تستعيد دفء تلك الايام وعنفوان توهجها؟ أم أنك تسترد فقط ذاتك حين تحاول استعادة ذكرى الذين رحلوا عنك؟ انت باق.. لا ريب في ذلك، ولكن هل تشغل نفسك كل الايام بهم؟ أم أنك تخشى لوم الآخر واتهامه لك بانك تجعل من استشهاد رفاقك مأتما حسينيا؟
كل هذه الاسئلة راودت مخيلتك وأنت تغذ السير إلى حيث ينتظرك رفاقك في الطريق العام الواصل إلى كركوك، حيث مقبرة الشهداء وحيث اليوم هو 13 تشرين الثاني يوم استشهاد رفيقك النصير سعدون (وضاح حسن) عام 2004.
في حضرة الشهداء تتلاشى كل ابجديات الاسئلة وأنت تقف عند قبورهم، أو في الحقيقة يشربك الخجل من هذه الأسئلة وأنت تتوضأ بتراب قبورهم. هل يا ترى حملوا معهم غير ذكريات رفاقهم؟ وهل يقدم لهم رفاقهم أكثر من هذا الاستذكار؟ تقف عند قبر الشهيد سعدون، والمكتوب على الشاهدة هو تاريخ ولادته في 11 تشرين الاول عام 1961، وتاريخ الاستشهاد هو13 تشرين الثاني 2004. وتعود بك الذاكرة إلى ذلك اليوم، حين اتصل بك رفيق من المقر مساء يبلغلك باستشهاده على الطريق بين بغداد وكركوك. وأنت تسترجع أحداث ذلك اليوم في ذاكرتك، ينبهك الرفيق الذي معك إلى أمر آخر، هو في الحقيقة ليس مصادفة. فربما لو اجري بحث في تاريخ استشهاد الشيوعيين العراقيين لكان عدد الايام المشتركة بعدد ايام السنة. ولكن الغريب في الامر أن ترى تاريخ استشهاد ثلاثة رفاق آخرين في نفس يوم استشهاد الرفيق سعدون، مع اختلاف سنوات الاستشهاد.
الشهيد سمكو واسمه الصريح (هيرش مجيد عبد الله)استشهد في 13 تشرين الثاني عام 1986
الشهيد أبو تغريد واسمه الصريح باسل كاظم الطائي استشهد في 13 تشرين الثاني 1986 وهو من مواليد 1956 في بابل.
الشهيد سركوت واسمه الصريح ( عثمان خضر كاكيل) استشهد بتاريخ 13 تشرين الثاني عام 1986.
في هذه المعركة والتي اسمها (معركة هيله وه) استشهد من رفاقنا الانصار سبعة رفاق، ولكن الذي يثير الانتباه هو وجود أربعة قبور من اصل عشرين قبرا تحمل يوم تاريخ واحد. ترى حين نقارن تواريخ شهدائنا، كم من الأيام سوف تكون تاريخاً مشتركاً لاستشهادهم؟