اعمدة طريق الشعب

أين قانون المرور..؟ / عادل الزيادي

لعل ظاهرة التجاوزات أصبحت من المألوفات اليومية، وكحد ادنى اصبح القانون ومن يطالب بتطبيقه مثار تهكم من قبل الكثيرين، بعد ما تفشت الفوضى وبلغت النخاع، وبدا من الصعب اختزالها في ظاهرة محددة، وبات «اللاقانون» هو السائد في مفاصل عديدة من الواقع اليومي.
وأنت تسير في شوارع مدينة الديوانية، لا بد ان تتحزم بالحيطة والحذر لاي طارئ لم تحسب حسابه، وربما تصبح انت المقصر فيه، في حالة حدوثه. وعلى العموم يكمن صلب الحديث في تفشي ظاهرة قيادة الدراجات النارية (الموتور سيكل) بسرعة جنونية، من قبل الاحداث الذين لا تزيد أعمارهم على السادسة عشرة، غير آبهين لسلامة المواطنين. إذ انهم يسيرون بين العجلات الاخرى وعلى ممرات الجزرات الوسطية، لا يردعهم رادع ولا قانون.
اما ظاهرة السير في الاتجاه المعاكس (الرونك سايد)، فأصبحت سلوكا طبيعيا لدى الكثيرين من سائقي الدراجات، وحتى السيارات. فترى سائق الدراجة يحاول الظهور بصفة «المتمرد» على المألوف.
يلاحظ الجميع في مركز مدينة الديوانية، وفي مناطق التقاطعات المزدحمة، على الدوام، التجاوزات الحاصلة من قبل سائقي الدراجات الأحداث، الذين يسيرون بسرعة جنونية، مخلفين أصواتا مفزعة، الأمر الذي يثير سخط المارة وانزعاجهم. وفي إحدى المرات، وأنا أشاهد سائق دراجة يتجاوز على قوانين السير، توجهت إلى رجل المرور، ووجدته حائرا أمام شدة الزحام وصعوبة تنظيم السير، فسألته: هل ما يفعله سائقو الدراجات سلوكا صحيحا؟ وأين قانون المرور من ذلك؟ فلم يجب في بادئ الأمر، ولكنه، وبعد حسرة شديدة، أجابني: «عمي شأجاوبك.. قانون المرور وسلامة المواطنين صار في خبر كان!».
غادرته متأسفا، واعتليت أحد الأرصفة لأرى مشهد الفوضى في عيني، وكيف ان رجال المرور بلا حول ولا قوة!