اعمدة طريق الشعب

الرِّهَان! / يوسف أبو الفوز

رغم الحزن، الذي طغى على لقائنا، في بيت صديقي الصَدوق أَبُو سُكينة، أثر العمليات الارهابية الاخيرة في بغداد ، والتي خطفت ارواح الكثير من الناس الابرياء، إلا ان جَلِيل، ظل متماسكا في حديثه عن أوضاع البلاد :
ـ هذه العمليات الارهابية لن تتوقف، وستعقبها ـ للاسف الشديد ـ عمليات ارهابية، هنا وهناك، فالقوى المعادية لمستقبل العراق الآمن، المتحالفة مع بقايا البعث الصدامي والقوى الظلامية التكفيرية وفي مقدمتها عصابات داعش، ستكرر عملياتها الارهابية، مستغلة ضعف اجهزة الدولة، والنزاع السياسي الدائم بين القوى المتنفذه، وتعدد المليشيات التي تحكم الشارع، ولكن ...
وطاف جَلِيل بنظره في وجوه الجالسين، ليرى ردود الفعل، وأكمل كلامه :
ـ تابعتم بأنفسكم، كيف احتفل اهل بغداد بالسنة الجديدة 2017، هذه الاحتفالات لم تكن بدون معنى، انها رسالة واضحة، وسكوب بالالوان كما يقولون، عن تمسك العراقيين بالحياة المدنية، وكون الحياة ستستمر رغم الموت وكل شيء، وان افراحنا تكمن في تمسكنا بالمستقبل ...
رفع أَبُو جَلِيل يده ، وحركها ...
ـ أفراح شبيها، مو اطلقوا سراحها، شنو خطفوها مرة ثانية؟
وكتم بعضنا ضحكاته، فسمع أَبُو جَلِيل الثقيل طالما أدخلنا في حيص بيص، لكن جَلِيل لم يتوقف عن كلامه:
ـ وهاكم قضية الصحفية والناشطة المدنية أفراح شوقي، أطلق سراحها ليس بتدخل «شخصيات كبيرة»، كما يحاول ان يوحي بذلك البعض، وفي بالهم تقييد ذلك باسم ما، ولكن اطلق سراحها لأن القوى المدنية، المؤمنة بالتغيير، والباحثة عن حياة جديدة، لم تستكن ولم تضعف امام الجماعات المسلحة غير المنضبطة، والتي تظن انها بديل الدولة، طالما امتلكت السلاح !
سعل أَبُو سُكينة ومد رقبته، فعرفنا بانه يود التعليق، فتوجهت انظارنا اليه ، فقال :
ــ قرأت لي سوزان، ابنتك يا جَلِيل، بعضا من تعليقات المشككين في اختطاف الصحفية افراح شوقي، وكونها مسرحية، ومفهوم لنا ان غايتهم هي التقليل من دور التيار المدني ونشاطه وتأثيره. اعتقد واظن اني مطالب بان اكرر كلامي دائما، بأننا نحارب داعش في الموصل، ونحارب ماعش في بغداد وبقية المدن، ومثلما عمر داعش صار قصير بجهود وتضحيات قواتنا المسلحة، فماعش راح تشوف صولات وتشوف جولات من الجماهير، خصوصا وأن السنة الجديدة دايره على حصان ورهاننا راح يكون رابح بالتأكيد !