نعيش اليوم ظروفاً معقدة وواقعا رياضيا تنخر فيه سلوكيات وتصرفات غريبة ولعل أهمها ظاهرة التقاطع بين المؤسسات الرياضية بسبب مواقف وآراء شخصية بعيدة عن المصلحة العامة ومصلحة الرياضة وكرة القدم بالذات.

والمشكلة المستفحلة هي مساعي البعض إلى إسقاط البعض الآخر وسعي هذا إلى تحجيم وإحراج ذاك، والكل يعرف أن كرتنا تعاني حظر اللعب على ملاعبنا وان هناك جهودا كبيرة لرفع الحظر وإعادة البسمة إلى جماهيرنا بمشاهدة مباريات فرقنا في بغداد والمحافظات، ما يعني تضافر الجهود لإزالة كل ما يعرقل عودة فرقنا إلى اللعب على ملاعبنا. وبدلا من التعاون والاتفاق والسعي إلى تجنيب كرتنا الحظر الدولي نجد أن البعض يعمل بعكس الاتجاه المطلوب، بل نجده ساعياً إلى إثارة المشاكل والصعوبات وإيجاد المعرقلات لإبقاء الحال على ما هو عليه، حيث نسمع ونشاهد تصرفات غير مقبولة من قبيل هتافات لا تنسجم مع منهج الفيفا، فيها من الطائفية والعنصرية الشيء الكثير. او نشاهد تدخلات للعسكر والاعتداء على الجماهير او نرى ملاعبا بائسة لا تعكس أية رؤية جيدة ولا واقعا مريحا، وفوق هذا وذاك نشاهد بعض الفرق تهدد بالانسحاب لأسباب متنوعة لا يقبلها المنطق منها مادية وأخرى الخشية من العدوان والاعتداء وغيرها قلة الملاعب والرغبة في إنشاء ملاعب جديدة.

وهذا الحال لا يدعو إلى التفاؤل، بل إلى القلق وقد يكون سببا أساسياً لتأجيل رفع الحظر عن ملاعبنا ولو إلى حين. وهنا وجدنا أن نادي اربيل هو أول الأندية المنسحبة ثم الكرخ والسماوة وربما القادم اكبر خاصة إذا شعرت الفرق بغياب الحساب والعقوبات الرادعة وتطبيق اللوائح والأنظمة التي اعتمدتها لجنة المسابقات خاصة ما يتعلق بهبوط الفرق المنسحبة إلى درجة أدنى وتغريمها مبالغ كبيرة كعقوبة لانسحابها.

أحبتي، في أندية الدوري: انتم مطالبون بالالتزام والانضباط بنظام ولوائح المسابقات وتعليمات الاتحاد العراقي لكرة القدم. أما في الجانب الآخر فان الانسحابات ستضر بكرة القدم وبالمنتخبات العراقية وبسمعة اللعبة وتأكيد ما يذهب إليه البعض من أن الوضع العراقي مضطرب والمشاكل كبيرة، ما يوفر أعذاراً في عدم أكمال منافسات الدوري، ويحرم جماهير كرة القدم وعشاقها من متعة ملاحقة فرقها والانشداد إلى نتائجها، خاصة وان كرة القدم هي فرحتنا الوحيدة والأخيرة في ظل واقع فيه الكثير من الظروف غير الطبيعية.

أملنا كبير في إدارات الأندية المشاركة في المنافسات بان تفكر ملياً قبل أن تتخذ قرارات مصيرية كهذه تؤثر على مستقبل الكرة العراقية.