اعمدة طريق الشعب

كلاسيكو بالحضور وفوضى بالتنظيم / منعم جابر

المواجهات التقليدية في كل بلدان العالم تشكل نقلة نوعية في مسيرة اللعبة لانها تشكل اختباراً للمنظمين وامتحاناً عسيراً لقادة المؤسسات الرياضية، لذا نجد الاستعدادات والتحضيرات والمقدمات لهذه اللقاءات كبيرة ومتميزة وتشترك فيها مؤسسات عدة، وجهات متنوعة وخبرات متميزة. وقد يصل الامر الى الاستعانة بحكام من خارج الحدود لضمان نزاهة وعدالة تلك اللقاءات التاريخية، ولنا في تجارب الاشقاء العرب مثل: الاهلي والزمالك في مصر، وريال مدريد وبرشلونة في اسبانيا، ومانشستر يونايتد وغريمه تشيلسي في انكلترا، وغيرها.
وضمن هذا الاتجاه نجد ان لقاءات الكلاسيكو او الديربي في الدوري العراقي، تجمع في العادة فريقين كبيرين، وغريمين تقليديين، هما: القوة الجوية والزوراء، حيث تشكل مبارياتهما حضورا جماهيريا كبيراً، ومنافسة وحماساً كبيرين، جماهيرياً واعلامياً.
وكثيرا ما تنتهي هذه اللقاءات بالتعادل او بنتائج متقاربة، كما في المباراة الاخيرة التي شهدها ملعب الشعب الدولي بحضور جماهيري كبير اذ لم يسبق التواجد بهذا الزخم منذ افتتاحه في تشرين الاول عام 1966. وكان الحضور الجماهيري هو العلامة المميزة لمباراة الجمعة الماضية، حيث اكد هذا الحضور الكبير على ان بغداد تعيش اياماً واحداثاً متميزة واعادة الحياة الى ملاعبها الكروية من خلال رفع الحظر الكروي المفروض على الكرة العراقية لاكثر من اربعة عقود، والسماح لجمهورنا العزيز المتعطش لمشاهدة نجومه وهم يلعبون امام جماهيرهم، لكن هذا الزخم والحضور للميدان شابته اخطاء كبيرة وكثيرة افقدتنا نشوتنا بالحضور وفرحتنا بعدم حصول تجاوزات واضطرابات منها غياب الانضباط والتلاعب وعدم الالتزام بالعدد الواجب دخوله الى الملعب وحسب عدد المقاعد المخصصة لهم اضافة الى تواجد اعداد كبيرة من الجماهير بجوار ارضية الميدان! وتواجد الآلاف خارج الملعب وفي الشوارع المحيطة به، اضف الى ذلك التجاوز والعبور من فوق اسيجة الملعب! اضافة الى ارتفاع اسعار بطاقات الدخول التي وصلت الى اضعاف سعرها الحقيقي.
وهنا نتساءل من المسؤول عما حصل في الملعب من تجاوزات واختراقات، هل هو اتحاد كرة القدم ام المشرف على المباراة ام وزارة الشباب والرياضة، بشخص مدير الملعب او من هو اكبر منه؟
ومع كل ما تقدم نقول: شكراً لحكم المباراة الدولي علي صباح لنجاحه في قيادة الكلاسيكو وعبور الكثير من المطبات وحسن تصرفه في المواقف الحرجة. وعتاب شديد على السلوك غير المقبول الذي تصرفه الكابتن حمادي احمد وهو العاقل وصاحب الخبرة، الامر الذي يتوجب منه المساهمة في تهدئة الامور لا إثارتها.
وشكرا للجمهور الملتزم والمنضبط وعتب ولوم للبعض ممن اطلقوا الهتافات غير المقبولة، لان الفريقين يمثلون العراق الجديد وشبيبته الواعية، وكان يجب ان لا يكون لبعض اللافتات مكان مع الجماهير. علينا جميعاً دراسة ما حصل لتجاوزه والسعي الى تقديم الاحسن.