اعمدة طريق الشعب

شهقة من وجع الفساد! / حسين الذكر

في مساحات شاسعة من صحافتنا واعلامنا الرياضي التي التأم فيها شمل عدد كبير من الاعلاميين والرياضيين المنادين بالاصلاح الرياضي ، باقلام وافواه صدحت وكتبت وما زالت تترى في محاربتها آفة الفساد بمجموعة ضمت طيفا وخليطا وان لم يكن متناغما منسجما كليا ، الا انه على طول الخط ، يعد من الرياضيين بمختلف تنوعاتهم الاكاديمية الرياضية التدريبية التربوية والاعلامية ... واخرين من متابعين ومحبي الالعاب او ممارسيها سابقا ، وقد ركزوا طوال المدة السابقة التي جادوا بها على استشراء الفساد الرياضي وسبل مكافحته ، بعد ان مر وقت طويل وصرف مال اكثر واستنفد جهدا ليس قليلا ، من اجل ايقاف التدهور وتطوير العمل الرياضي ، الذي ما زال يشهد منحدرات خطيرة في اغلب الملفات ، في ظل هيمنة واضحة للوجوه ذاتها ، التي لم تحرك ساكنا ، ولم تتعلم من طول التجربة مع علو كعب صيحات الاقلام طوال عقد كامل او اكثر دون ان نحقق خطوة واحدة الى الامام ، ان لم يكن التراجع هو العلامة البارزة في اغلب الميادين . كتب احدهم عما تمر به الرياضة العراقية عامة ، واصفا الاسباب بانها اربعة لا خامس لها ( الاول ضعف القوانين والثاني ضعف المستوى الثقافي العام والثالث ضعف المراقبة الحكومية المطلوبة والرابع استشراء الفساد في جميع اجزاء جسدنا الرياضي ) ، فيما تطرق آخر الى ما أسماه أس البلاء وبذرة الاخفاق حيث اجتماع دوكان عام 2003 في عهد الاحتلال ، الذي ضم 27 شخصية رياضية عراقية هي التي عملت بما سمي بلوائح دوكان ، بمشورة وتعاون النقيب المحامي البريطاني مارك كلاك ، التي كانت سببا رئيسا في التدني الرياضي الذي نعيشه .كذلك تطرق اخرون إلى انتشار ظاهرة الطارئين الذين لم يكتفوا بالتغلغل في الجسد الرياضي بل تمترسوا فيه ، واغلبهم عدّوها مؤسسات ربحية ومغانم يحلمون بها ، مما جعلهم يتحوطون للبقاء باتخاذ كافة التدابير من اخضاعهم الهيئات العامة بكل الاساليب، الى توصيفهم لاعضاء الهيئات ، الى ابعادهم الرموز والابطال الحقيقين للالعاب ... وغير ذلك الكثير ، مما جعل سبلهم ممهدة للبقاء طويلا ، لدرجة التوريث الرياضي ، في ظل رقابة معدودمة وضمير رياضي متجمد حد الخنوع وسلطة تائهة لا تردع ولا تحاسب ولا تراقب ولا تسأل ولا هم يحزنون . اغلب الكتاب والنقاد حصروا المشكلة الرياضية بالمفسدين الذي سيطروا على مقدرات الجسد الرياضي في غفلة من الزمن ، مستغلين ومتسترين بالشعارات وكذا غياب الوعي والفهم العميق للديمقراطية ، مما هيأ ارضية رخوة لهم ، مكنتهم من ازاحة الكفاءات واهل الاختصاص وجعلتهم يستولون على المؤسسات ويحولونها الى مملكات خاصة بهم وبعض المطبلين لهم ، متخذين من الانتخابات غطاءا وطريقا مشروعا لبلوغ غايتهم ، تحت فوضى ضاربة وضعف الاجهزة الحكومية وصراع القوى الذي وظفوه لصالحهم ، مما جعل ضرورة تدخل الحكومة واذرعها الطويلة لرسم خارطة مستقبلية ، كي نؤمن على المستقبل بعد خدش التاريخ وضياع الحاضر ، فهل من مجيب لاعادة بناء الرياضة كحل اولي ومطلب قريب ، من ثم الانطلاق نحو استراتيجية وطنية للرياضة تكون هدفا اسمى بعيدا).