اعمدة طريق الشعب

من ينقذ الفقراء من جشع الاطباء والصيادلة ؟! / شاكر العبادي

أصبحت ظاهرة العيادات الخاصة للاطباء والصيادلة، حالة مخيفة جدا ومتعبة لشرائح المجتمع عامة، وخاصة الفقراء والمحرومين، في ظل ارتفاع اسعار (المعاينات) في تلك العيادات. فقد وصل سعر (المعاينة او الكشفية) الى مبالغ خيالية جدا، وهذا شيء مخيف بالنسبة للفقراء من مجتمعنا.
اليوم نرى طوابير من الفقراء والمحرومين الذين لا يملكون اجرة الفحص اي (الباص) في المستشفيات والمراكز الصحية ومقداره 3000 دينار، وفي معظم الأحيان لا ترى من الطبيب المعالج اي عناية او اهتمام بمريضه. ولم نعد نجد الطبيب يفحص مريضه سريريا، فهو يكتفي بالاستماع له ومن ثم يكتب له العلاج (حبة البراسيتول) الشائعة في كل المستشفيات والتي تصرف لكل المرضى ويذهب المريض الى بيته فرحا بهذه الحبة، التي قد تشفيه من علته او مرضه. هكذا حال مؤسساتنا الصحية ومستشفياتنا والتي وصف من يعمل فيها بأنه أحد ملائكة الرحمة ولكن اليوم لا نجد ملائكة الرحمة، انهم شياطين وعندما نتجه نحو المؤسسات الصحية والمستشفيات الحكومية، والى عالم العيادات الخاصة للاطباء والصيادلة، فنتيقن انها غدت لا علاقة لها بالقيم الإنسانية، المهم هو المتاجرة بحياة الناس. الفقراء لا مكان لهم في عيادات خاصة كهذه بسبب الاسعار الخيالية (للمعاينة او الكشفية) التي يحددها الطبيب. والتي لا يستطيع الفقير والمحروم ان يراجعها، ولا حتى الذهاب الى الصيدليات الاهلية التي اصبحت هي الأخرى تمتص دم الفقراء بأسعارها المرتفعة جدا والخيالية.
نتساءل اين الرقابة الصحية من هؤلاء الاطباء والصيادلة؟ اين الرقيب على فسادهم المالي بحق الفقراء والمحرومين؟ اين هي من الصيادلة والتخمة التي رافقتهم؟ مثل هؤلاء الاطباء والصيادلة فقدوا كل مقومات الانسانية والخلق.
الاغنياء والمترفون هم من يتوافدون على العيادات والصيدليات الخاصة، فلديهم المال ويستطيعون حتى السفر خارج البلاد للمعالجة او اجراء عمليات حتى وان كان ثمنها باهظا. اما الفقراء فلا يستطيعون ان يراجعوا حتى المراكز الصحية، لانهم لا يملكون سعر (التذكرة).
ان اسعار (كشفيات) الاطباء في العيادات الخاصة، والأدوية في الصيدليات الأهلية، يجب ان تخضع الى مراقبة من قبل وزارة الصحة، حتى تتمكن كل شرائح المجتمع من مراجعة هذه العيادات والصيدليات.