اعمدة طريق الشعب

فرار الدواعش وعلامات التعجب! / «راصد الطريق»

يلتف الحبل خانقا حول رقبة داعش في الموصل ودير الزور والرقة، فيتناثر «طشار» الدواعش في كل اتجاه، وتتصاعد من دول اوربا صيحات الفزع: انهم عائدون!
حين جاءونا وحوشا كاسرة تقطر انيابها سما وسعار كراهية عمياء وتعطش الى النحر وحز الرؤوس، تساءلنا طويلا متعجبين: كيف وصلوا الينا؟ من اين تسللوا؟ ومن فتح ابوابه ويسّر لهم العبور؟
واليوم وهم يفرون عائدين من حيث اتوا واللعنات تطاردهم، يأخذنا العجب مجددا ونحن نتابع ما يجري، فنعيد التساؤل: كيف تراهم يخرجون؟ هل من طريق يسلكونه سوى ذاك الذي وصلوا الينا عبره؟ انما كيف ذلك وجارتنا اللدودة، التي لم تعترف حكومتها يوما وبجلاء ان طاعونهم انما نزل علينا عن طريق اراضيها، تتصرف اليوم تصرف من يخوض ضدهم حرب كسر عظم، يغدرون بها فتكيل لهم الصاع صاعات؟
ونبقى نتعجب حين نحول ابصارنا نحو وجوه المسؤولين الاوربيين الشاحبة، وهم يتابعون بمجساتهم الامنية السرية تحركات ارهابيي داعش الفارين من العراق وسوريا، ومنهم بالذات ذلك البعض من ابناء وبنات الجاليات العربية والاسلامية في دولهم الاوربية، الباحثين عن سبل الرجوع اليها باعتبارهم حملة لجنسياتها وجوازات سفرها.
فبعد عدة عمليات مروعة نفذتها «ذئاب منفردة» من هؤلاء الارهابيين مقيمة في بلدان مثل فرنسا والمانيا وبلجيكا، وسقط ضحيتها عشران المدنيين الابرياء قتلى وجرحى، صار يرعب قادة تلك الدول تصور الدواعش من مواطنيهم، الفارين من الموت الزؤام في غرب العراق وشرق سوريا، وهم يتدفقون عائدين الى المدن الاوربية بالآلاف حسب تقديرهم هم. عائدين ومعهم كل «الخبرة» البربرية التي اكتسبوها خلال سنوات «الجهاد» الدامي في ربوع منطقتنا التي نكبت بهم وباجرامهم.
اما مبعث التعجب هنا فهو حقيقة كون هؤلاء المسؤولين الاوربيين ومؤسساتهم المخابراتية قد اسهموا مباشرة وبأيديهم في حفر «البئر» التي يحاولون اليوم تجنب السقوط فيها.
واما كيف حدث هذا؟ وما الدوافع التي كانت تختفي خلفه؟ وعمّ تمخض في آخر المطاف؟ فأسئلة يبقى واجبا الرجوع اليها والسعي للاجابة عليها.