اعمدة طريق الشعب

وداعا .. كأس العالم / منعم جابر

مرة اخرى تتعرض الكرة العراقية الى اخفاقة جديدة تضاف الى الاخفاقات السابقة. لان الفشل في التأهل الى بطولة كبيرة كمسابقة كأس العالم هو تقصير واضح يعكس مدى جدية المؤسسة الرياضية في العمل والقدرة على تحقيق الانجاز الصعب والمطلوب جماهيريا الا وهو عبور التصفيات القارية واللعب في الساحة الدولية ممثلا عن القارة في اقوى المنافسات العالمية. اما نحن فقد فشلنا فيما يقرب من عشر تصفيات سابقة بدأت عام 1973 واستمرت حتى تصفيات الامس التي خذلنا فيها لاعبونا باستثناء ما حققناه في بطولة كأس العالم بالمكسيك عام 1986 يوم تأهل فريقنا الوطني مجتازا الصعاب عابرا للمستحيل مقدما صورة استثنائية عن الكرة العراقية وكانت النتائج في النهائيات رغم سلبيتها الا انها عكست روحا قتالية وفدائية عراقية متميزة . وبقينا بعيدين عن التأهل الى كاس العالم بعد ذلك التاريخ حتى اليوم حيث خذلنا الجمع المشارك في اعداد الفريق للمنافسات واولهم الاتحاد العراقي لكرة القدم حيث ظهر الاتحاد ضعيفا وبعيدا عن المنهجية العلمية والاستعداد لضبط ايقاع كرة العراقية وبناء قاعدة اللعبة والاهتمام بالفئات العمرية لانها اساس كرة القدم ولا شيء من دون اساس رصين اما الطاقم التدريبي بقيادة الكابتن راضي شنيشل فقد كان قليل الخبرة والتعامل مع هكذا منافسات وغابت عنه الحكمة والعلاقة الاخوية والابوية مع لاعبيه وافتقد الى الكياسة والمشاورة وتبادل الرأي اذ تعامل بفوقية مع الوسط الرياضي ومع الخبرات التدريبية والادارية اما لاعبونا فقد ظهر التذبذب على ادائهم والتراجع بمستواهم وفقدان الحماسة والرغبة في الفوز وارتكابهم عظيم الاخطاء التي سهلت خساراتهم ونتائجهم السلبية هكذا كان اسود الرافدين (كما عرفناهم) لكنهم لم يظهروا بما عرفناهم (مع الاسف) هذا ما ضيع علينا فرصة التاهل الى نهائيات كاس العالم في روسيا 2018 وضاع الحلم وخابت الامال وفشلنا مرة عاشرة بالترشيح الى نهائيات كأس العالم وقبل نهاية المنافسات بمدى طويل! مما ضيع حلما عراقيا كانت جماهيرنا تمني النفس بتحقيقه لان الشعب العراقي بحاجة الى ما يسر ويفرح بعد ان عاش سنوات عجاف واياما قاسية وحروبا مدمرة اكلت منه خيرة شبابه . بعد هذه الانتكاسة الكروية والاخفاقة الرياضية هل يظل الحال هكذا وتضيع الاحلام والاماني ؟ احبتي في المؤسسة الكروية المطلوب منكم مصارحة الجماهير بالحال وتعريف الجمهور بالواقع الذي نعيشه وتحديد اسباب الاخفاق والتقصير وتحميل كل جهة مسؤولياتها بشكل صريح لان احتمال الحال من المحال ..!