اعمدة طريق الشعب

رغم أنف الإرهاب! / طه رشيد

استطاعت محافظة ديالى ان تقيم خلال هذا الاسبوع مهرجانا مسرحيا في مدينة البرتقال- بعقوبة ( التي يشكو الاهالي شحة البرتقال فيها ! ) أسمته ايام ديالى المسرحية بدورته الثانية. وجاء ذلك بمبادرة من منظمة المسرحيين العراقيين التي يقف خلفها الفنان الرائد سالم الزيدي وبمساهمة متميزة للفرقة الوطنية للتمثيل التابعة لدائرة السينما والمسرح من خلال تقديمها العرض الاحتجاجي « ثمانية شهود من بلادي « تاليف واخراج ماجد درندش.
وساهمت النجف في هذه الدورة بتقديمها عرضا مسرحيا من قبل رابطة عيون الفن الثقافية، بالاضافة الى مساهمة الفرق المسرحية لمدينة بعقوبة، التي كانت وما زالت مكتوية بالإرهاب. ويعد الإعلان عن إقامة مهرجان كهذا في مدينة كهذه بمثابة إطلاق رصاصة في قلب الارهاب الأسود الذي يلعب على وتر الطائفية في مدينة ملونة من طوائف وأديان وقوميات مختلفة.. يكفي أن نذكر بأن أهالي مدينة « مندلي « مثلاً يتحدثون اربع لغات متداخلة في ما بينها!
الجميل في هذا المهرجان هو مساهمة احدى ثانويات المدينة للبنات بمسرحية « الوسواس « مثلت فيها مجموعة من الطالبات الموهوبات اللاتي احببن مهنة التمثيل المعقدة والصعبة، في مدينة تقيدها مجموعة من القيم المتخلفة والبالية ساهم باشاعتها الارهاب.
عودة المسرح في مدينة بعقوبة هي سلاح جديد من أجل الحياة، ورصاصة حاسمة في جسد الارهاب الذي نشر الموت في كل شوارع المدينة التي كانت تعبق بالقداح والياس والبرتقال.
نتمنى أن تتسع مساهمات بقية المحافظات في هذا المهرجان بدوراته القادمة لكي تتكاتف الجهود الثقافية والفنية، سوية، من أجل دحر الإرهاب والقوى الظلامية بغض النظر عن انتماءاتها الطائفية.