اعمدة طريق الشعب

قسيس الشيطان / قيس قاسم العجرش

العنوان لا علاقة له بالكتاب الشهير للعالم البريطاني ريتشارد ديكنز. بل له علاقة أوثق بأيامنا العراقية الراهنة.
هناك من يحاول دائماً أن يلعب هذا الدور على الساحة العراقية. وتبيّن أن كل الخراب الذي حل مجاناً بالشعب العراقي، وكل العطوبات الفكرية التي انسدلت سيحاً تجاه منخفض وادي الرافدين. كل هذه التشوهات والانحرافات لم تكفهم، وتراهم يعاودون النقاشات التي أصبحت قديمة اليوم حول شكل اختيار الناس لتنظيم مجتمعهم.
كأننا سنبدأ من جديد، ونعيد الكرّة ثانية، ثم ان هناك من سينتخب ذات الوجوه المسؤولة؛ بالتأكيد هؤلاء يراهنون على يباس الذاكرة الشعبية ، وقصر نظرها، وغشاوة التمييز الذي نجح فيما سبق.
اهلاً وسهلاً بهذه المخلوقات القديمة وهي تغزو حياتنا، وسنعود لنتناقش في المقاهي عن مفاهيم الانشطار الطائفي، وسيعاود «قساوسة الشيطان» هؤلاء سدانتهم للنهب المنظم للعراق، وسيعودون الى ممارسة هوايتهم التي أثمرت طائفية ومحاصصة في ما سبق.
تأكدوا أن هؤلاء لم يختفواً أبداً؛ ولماذا يمكن أن يتلاشوا؟. لن يتلاشى المرض طالما توافرت الظروف التي ترقص فيها فايروساته. وليس من ظرف أكثر مؤاتاة من غمام الفساد والفوضى.
هذه هي جنة الفاسدين، حين يرمى الجميع بتهم الفساد وبالتالي لا يوجد قانون يمكن أن يشمل الجميع باتهاماته، فأي منجاة سيفكر فيها الفاسدون أحسن من هذه؟.
قبل أن نبحث في خباء الحاوي عن اسم القائمة التي(يجب)عقلاً أن نصوت لها، علينا أن نميز هؤلاء الموصوفين أعلاه، وما خلاهم سيكون اختيارا مقبولا. علينا أن نتبصر بدقة عن المسؤول(المسؤول المعني والحقيقي والذي أمسك بتلابيب الأسباب) والذي أوصلنا الى ما نحن فيه، وبعدها سيكون كل شيء سهل.
اذا تمكن الناخب العراقي في القادم من الانتخابات من اجراء هذا التمييز على أرضية صلبة وواعية، فيمكن أن نقول إن الأمل موجود، ويمكن تفعيله. باستثناء ذلك، ليس لنا إلّا أن نتوقع النتائج نفسها للدوامة التي خضناها طوال 14 عاماً مضت.
ما أعرفه هو أن قليلاً من الوعي سيكون كافياً، القليل فقط.