اعمدة طريق الشعب

إقالة بلا طعم .. ولا رائحة / عماد شريف

وأخيراً أُقيل راضي شنيشل من تدريب المنتخب الوطني، بعد ان امتلأت قلوب معظم العراقيين بالحسرة والألم، بسبب النتائج البائسة في تصفيات كأس العالم 2018.
فمنذ البداية ارتكب اتحاد الكرة خطأ فادحا عندما تعاقد مع راضي لقيادة المنتخب الوطني، فهو لم يحقق سوى فوزين او ثلاثة طوال مشواره التدريبي الذي بدأه في كأس آسيا عام 2015 واستطاع ان يحصل على المركز الرابع فيها، وهذا الامر جعل اتحاد الكرة والجماهير مخدوعين براضي كمدرب قادر على تحقيق نتائج.
فلو تمعنا جيدا في كيفية حصوله على المركز الرابع في كأس آسيا 2015 ، فسوف نرى ان مجموعة العراق كانت سهلة تضم منتخبي الاردن وفلسطين اضافة الى منتخب اليابان القوي، واستطاع الفوز على منتخب الاردن وفلسطين وخسر مع اليابان، وتأهل الى دور الثمانية، وتمكن بقدرة قادر من الفوز بصعوبة على ايران بضربات الجزاء، ومن ثم تخلى عنه الحظ، وخسر مع كوريا الجنوبية ومن ثم الامارات ليحتل المركز الرابع، بمعنى انه لولا وجود منتخبي فلسطين والاردن معنا في نفس المجموعة، لما تمكن راضي من الوصول الى المركز الرابع.
وهذا الامر اصاب الاتحاد بغشاوة على اعينهم وجعلهم يعتقدون ان راضي هو (المنقذ) ، وهو الذي سيحقق لهم ما يريدونه وما تريده الجماهير! فإقالته جاءت بسبب ضغوط الاعلام والشارع الرياضي، وهي اقالة جاءت متأخرة جداً ولا معنى لها، بعد ان فقدنا كل حظوظنا في المنافسة من اجل الوصول الى كأس العالم المقبلة في روسيا.
لم يتبق امام اتحاد كرة القدم، بعد هذه التجربة المريرة سوى اعادة تنظيم المنتخب والتطلع نحو المستقبل والاستحقاقات المقبلة والاستعانة بمدرب اجنبي كفوء قادر على صناعة فريق، يمتلك القدرة على المنافسة، والابتعاد عن المدرب المحلي الذي لم يجلب لنا سوى الهزائم المنكرة.