اعمدة طريق الشعب

اكلي لمن تشبعين! / حازم الجعفري

في تلك الأيام السود التي كنّا نعيشها.. ايام حكم الاقطاع البغيض وسيطرته على مقدرات الفلاحين واستغلاله لهم ابشع استغلال، كان على الفلاحين بالمقابل السكوت والقبول بما يفرضه عليهم ذلك الإقطاعي، إذ ان من يتململ منهم او تظهر منه اية اشارة تنم عن رفضه لهذا الظلم والاستغلال بالرغم من جوعه وحرمانه هو واطفاله، سيكون مصيره الطرد من القرية.
وكانت هناك اهزوجة يرددها الكثير من نساء قريتنا، تعبر بأصدق تعبير عما يعانيه ازواجهن الفلاحون من ظلم وجور. تقول الاهزوجة: «باكه لا تحلين.. كرصة لا تثلمين.. اكلي لمن تشبعين».
ذكرّت تلك الاهزوجة وانا استمع لقرار وزارة الكهرباء بإنهاء عقود اكثر من 40 عاملا من اصحاب العقود، لأنهم مارسوا حق الاضراب عن العمل، وطالبوا بصرف مستحقاتهم واجورهم التي لم يحصلوا عليها منذ اشهر. وكذلك انذر 90 عاملا مضربا آخر في محطة كهرباء الكوت، وهددوا بالطرد اذا لم يعودوا إلى عملهم خلال 24 ساعة.
ان اولئك العمال لم يكونوا ليتركوا العمل لو كانوا يحصلون على مستحقاتهم وأجورهم. فعجزهم عن إعالة عائلاتهم وتوفير الحياة الكريمة لها، اضطرهم إلى الإضراب والمطالبة بحقوقهم. فهل من المعقول يا وزارة الكهرباء أن يلتزم العمال الصمت أمام عدم تسلمهم مستحقاتهم المالية لشهر كامل، لتظل جيوبهم خاوية، ويلتهم الجوع بطون عائلاتهم؟! وهل ندعوهم إلى توصية نسائهم بأن يهزجن الاهزوجة المذكورة لتنطبق عليهم تمام الانطباق؟!