اعمدة طريق الشعب

منتخبنا الوطني ماله وما عليه / طارق التميمي

كأس العالم اسم كبير واستحقاق اكبر ليس على المستوى الرياضي فحسب، بل على كل المستويات الوطنية والاجتماعية والفنية وغيرها، يحتاج الى استعداد وتهيئة على مستوى عال، وهذا ما يحدث في كل دول العالم وحتى العالم الثالث.
وما يجري عندنا هو العكس للأسف بسبب الاجراءات الروتينية والتخبط الواضح للعيان من اعلى الهرم المتمثل برئاسة الاتحاد التي بنيت على خطأ، والتأم الجرح على عيب كما يقال في الموروث الشعبي وصعود ناس بعيدين كل البعد عن كرة القدم وشجونها التي اصبحت اليوم علم وفن وليس مهاترات ومزايدات.
كرة القدم في العراق تعاني لأنها جزء من الحالة العامة للبلد، ابتداء من الواسطة والرشى والعلاقات المزيفة مع هذا وذاك. وهذا موجود في كل الفرق وفي مقدمتها المنتخب الوطني، وحتى اختيار الكابتن راضي شنيشل كان بسبب تكلفته المالية السهلة ومسيطر على طريقة الدفع وتقطيعها عكس المدرب الاجنبي الاكثر دقة في الدفع والاعلى اجراً ويصعب التحايل عليه، ولنا في قضية زيكو خير دليل على ذلك، عندما تلاعبوا بمبلغ المساعدين وفضحهم في المحاكم الدولية واسترد حقه بكل شجاعة.
لقد كانت استراتيجية الكابتن راضي شنيشل وخبرته قليلة ولم يدخل دورات تدريبية ولا ورش عمل لصناعة مدرب في هذا الموقع المهم والحيوي الذي يحتاج الى خبرات طويلة وكثيرة، فحول المنتخب الى حقل تجارب بعشرات التغييرات ونحن في تصفيات حاسمة لا تتحمل التبديل في المراكز ولا يسعفنا الوقت لكل ذلك العمل التجريبي.
ويتحمل اللاعبون ايضا الوزر الاكبر في الكارثة حيث ظهروا بشكل هزيل خال من لياقة وجمالية الكرة او حتى لمسة تشفي الغليل ومهارات فردية وجماعية خاوية توجد كثيرا في الفرق الشعبية كل ذلك أدى إلى ما حصل.
ان الحل الامثل هو عقد اجتماع للهيئة العامة وإجراء انتخابات مبكرة ونزيهة ومحاسبة كل من قصر وأهدر الأموال والخبرات وجلب مدرب اجنبي كفوء وبالأخص من المدرسة البرازيلية لان هناك تناغم بين السحر البرازيلي واللاعبين العراقيين ويكون مصدر استدعاء اللاعبين هو الدوري والعمل على تقويته وانجاحه ومتابعته بشكل شفاف بعيدا عن الواسطات والتأثيرات الجانبية والاكثار من المعسكرات الخارجية الحقيقية وليست الشكلية. والشيء المهم والاساس هو الاهتمام بقاعدة اللعبة واقامة بطولات ومسابقات الفئات العمرية لان من هؤلاء فقط نكتشف المواهب ونقدم المواهب واللاعبين الكبار.. وللحديث بقية..