اعمدة طريق الشعب

مشروع .. ولكن له غصة في الحلق! / عادل هادي

استبشر اهالي الديوانية خيرا حينما اقر مشروع تسيير حافلات لنقل المواطنين داخل المدينة من قبل مجلس المحافظة السابق، وبلا شك انه مشروع حضاري ويعالج ازمة النقل والابتزاز الذي يمارس بحق سكان المناطق البعيدة من قبل السائقين. وقد بدأ التحرك في هذا الاتجاه سريعا (خدمة للصالح العام)! وصار اهالي الديوانية ينتظرون بفارغ الصبر مشروعهم العملاق! وهيأ البعض منهم الذبائح والنذور لأول حافلة تطأ ارض المدينة, وسارعت الجهات واللجان المعنية بالمشروع، الى نصب كابينات انتظار للركاب، وتجهيزها بالكراسي والزجاج المظلل, ولكن يبدو ان الامور جرت بمجرى آخر. فسرعان ما أهملت الكابينات، وعلتها الاتربة وتهشم زجاجها وتحطمت كراسيها بفعل عبث الأطفال، والأسوأ من ذلك كله تحول البعض منها إلى مكبات للنفايات. اما الحافلات فلا خبر جاء ولا وحي نزل! فلم تصل اطلاقا الى المدينة, وبقي الامر هكذا..
ربما يحلم اهالي الديوانية بعودة الروح الى المشروع (لاحقا) فيا ترى متى ستكون هذه (اللاحقا)!؟
ان مشروع الحافلات نموذج لمشاريع فاسدة وفاشلة تم الصرف عليها (دون وجع صدر)، ليبقى المواطن في حيرة من أمره، وهو يتساءل هل ان الحال خلال سنوات الستينيات والسبعينيات افضل من حالنا اليوم؟ فقد كانت الحافلات الحكومية تجوب المناطق وفق خطة وتوقيت وتنظيم.. يقينا ان تلك السنوات أفضل في مجال الخدمات!
ويبدو ان هناك من يريد ان يتجه بعكس السير، وبحسب رغباته، ولكن مهما يكن سيأتي اليوم الذي يهزم فيه هؤلاء، ويعود البلد الى سكته الصحيحة ليسير الى الامام اسوة بالدول الاخرى.