اعمدة طريق الشعب

ماذا بعد رفع الحظرعن ملاعب الكرة العراقية؟ / منعم جابر

بعد اكثر من ثلاثة عقود عجاف عاشتها الكرة العراقية منذ مطلع ثمانينات القرن الماضي حتى اليوم حيث عاشت كرتنا اياما صعبة وظروفا معقدة وقرارات جائرة بسبب اخطاء وتصرفات اقترفها حكام حمقى وحروب عبثية مع الاشقاء والجيران بسبب طيش النظام الدكتاتوري، دفع شعبنا العراقي وعشاق كرة القدم ثمن هذه الحماقات ولتحرم اجيال من مشاهدة ابنائها وهم يلعبون فوق اديم ملاعبهم العراقية التي هي حق مشروع لها. واليوم وبعد جهود عظيمة ومضنية بذلها ابناء الوطن وقادة رياضته ليعيدوا الحق الى نصابه والعدل الى اهله ليكسبوا جولة تاريخية ويحصلوا على قرار اخلاقي مشروع برفع الحظر عن كرة القدم العراقية وعلى الرغم من ان قرار الفيفا كان محدودا على بعض مدن الوطن وملاعبه ولمباريات ودية فقط ضمن اطار زمن محدود مقداره اشهر ثلاثة لغرض التجريب والاختبار مما يضعنا امام مسؤوليات وطنية تاريخية تفرض علينا استثمار هذا القرار وحسن التصرف في تنفيذه وعكس الصورة الناصعة عن الواقع العراقي بكل تفاصيله خاصة وبعد تعرضه إلى التشويه والاساءة من قبل البعض. اذا نحن اليوم وبعد هذا النصر الكبير والانجاز الاكبر بعودة كرتنا وملاعبنا إلى احتضان نجوم الكرة العراقية واستقبال الفرق الشقيقة والصديقة للعب امامها في البصرة الفيحاء وكربلاء المقدسة واربيل الحبيبة لانها هي المدن المختارة وفعلا اعلنت فرق شقيقة وصديقة استعدادها للعب امام الفرق العراقية على ملاعبنا المذكورة لكن هذا يتطلب استعدادات استثنائية وتنظيما عاليا وجهودا كبيرة قد لا يستطيع الاتحاد العراقي لكرة القدم القيام بها وحده ولاتقدر اللجنة الاولمبية الوطنية العراقية ولاتتمكن وزارة الشباب والرياضة من النجاح في التنظيم لهذه اللقاءات التجريبية بكل معنى التجريب بسبب الحصار الظالم وابتعاد مؤسساتنا الرياضية لفترات طويلة عن القيام بفعاليات كهذه وانعدام وقلة خبرة العاملين فيها خاصة وان العالم كان قد انتقل الى مراحل متطورة في مجال العمل الرياضي والتنظيم ونحن بقينا نراوح في المكان ذاته منذ ثمانينات القرن الماضي حتى الساعة! هنا اطالب اولا المؤسسات الرياضية بان تتعاون مع الاتحاد العراقي لكرة القدم وتساعده على النجاح في نشاطات كهذه لان النجاح للكل ومن اجل الوطن وجماهيره. وان يكون للإعلام دور ايجابي في هذه الايام لدعم الخطوات الصحيحة والابتعاد قدر الامكان عن الاثارة واظهار العيوب والنواقص. بل على العكس مطلوب منه ان يعكس الايجابيات والاعمال الناجحة. اما جمهورنا الرياضي العراقي الحبيب والمعروف بوطنيته وحبه للاعبيه والمنتخب العراقي ولكرة القدم فهو مطالب بالانضباط والسلوك الحضاري وحفظ النظام والهتافات والتشجيع والاهازيج البعيدة عن الطائفية والعنصرية والفئوية والحزبية حتى نستطيع ان نبعث برسالة سلام وصداقة ومحبة لكل شعوب الارض ونفتح الطريق بعد اشهر معدودات لرفع كلي والغاء الحظر عن كل ملاعب الوطن ولجميع انواع المسابقات ليعود العراق زاهيا وفرحا ومثالا يستحق أن يحتذى به..