اعمدة طريق الشعب

عزف قديم / ثامر الحاج امين

يبدو ان العزف على وتر الطائفية البغيض واستغلال عواطف البسطاء من أجل تحقيق منافع شخصية وفئوية، ليس وليد السنوات الاخيرة في العراق ، انما هو عزف قديم. عزف لم تقتصرممارسته على فئة السياسيين فحسب انما تعدى ذلك الى أدنى سفح اجتماعي في المجتمع.
فقد استغل الشحاذون والمتسولون قديما هذا الطريق من أجل تحقيق مكاسب مادية مقرونة بالضحك على المحسنين السذج ، حيث يذكر التنوخي المتوفي سنة 384 هـ في كتابه " نشوار المحاضرة " انه كان في بغداد على أحد الجسور سائلان أعميان، يتوسل أحدهما بالإمام علي بن أبي طالب والآخر بمعاوية. فكان أحدهما يترحم على الأول والآخر على الثاني.
وحقيقة الأمر انهما كانا يحتالان على الناس ويتخذان العامل المذهبي للتكسب المادي فقط. ذلك انهما كانا شريكين يقتسمان النقود في آخر اليوم.
وذلك ما نراه اليوم من اقتسام للسلطة والمنافع بين السياسيين، عن طريق الاحتيال وتأجيج المشاعر الطائفية والشحن المذهبي. مسخرين خطاباتهم المكرسة لإحداث الفتنة والفرقة بين مكونات المجتمع العراقي، التي كلفت العراق انهارا من الدم لم يتوقف جريانها الى اليوم.