اعمدة طريق الشعب

ساحة الراية.. من ينقذها!؟ / عادل الزيادي

غمرتنا الآمال وتملكتنا الفرحة حينما تم تنفيذ مشروع اقامة ساحة على احدى ضفتي النهر الذي يشق مدينة الديوانية، واعتبرنا الأمر ربما (بالحد الادنى) بارقة أمل في تفعيل وتنشيط الواقع الثقافي الذي عانى من ركود نسبي، لا سيما ان المثقفين كانوا وما زالوا عطاشى لأي منهل يروي ظمأهم وهم مترعون بالثقافات المسرحية والادبية والغنائية. وكذا كان الأمر في بداياته، إذ تحولت الساحة إلى مكان لتنظيم الفعاليات الثقافية والفنية. ولكن لإقامة مشروع كهذا، لا بد من تهيئة المستلزمات التي تساهم في ديمومته، حتى لا يصاب بالصدأ ويحال الى ردهات المتاحف! فهل من الجائز ان تعرض مشاهد مسرحية، أو تقام معارض للصور الفوتوغرافية، أو حفلات غنائية تحت أشعة الشمس اللاهبة!؟
في الوقت ذاته ان «ساحة الراية» التي نحن في صدد الحديث عنها، تحتضن كل يوم جمعة وقفات احتجاجية وفعاليات متنوعة لفضح المفسدين، وللمطالبة بإنقاذ بلدنا من شرور الطائفية, فهذا الحشد الذي يرفع اصواته من أجل الوطن، أليس من حقه ان يتفيأ بظل يقيه من الشمس والعواصف الترابية، ام ان الامر لا يستوجب ذلك؟ ونحن اذ نخشى ان تصبح الساحة مكبا للنفايات وعلب الكارتون، نرى ان بناء مسقفات على الساحة يزيد من خصوصيتها ودواعي إنشائها, والقضية لا تخلو من بوادر لزرع الامل في نفوس شعبنا وتنشيط المبدعين من الشباب وإطلاق مواهبهم المختلفة.
ندعو الجهات المسؤولة وأصحاب القرار الى ان لا يكتفوا بالوعود التي لا تغني ولا تسمن من جوع، والتي سبق وان سمعها رواد الساحة. المطلوب الآن هو التفعيل على ارض الواقع, فالتفاتة متواضعة إلى هذا المرفق الحيوي تعيد لنا الثقة بسلطتنا المحلية، وتوفر الإمكانية لإعادة النظر في تقييم السلطات للمسيرة الثقافية، التي تراجعت بشكل متباطئ بفعل التهميش الحاصل لها. المثقفون في انتظار ما ستؤول اليه رسائلهم المتكررة عبر الصحف والفضائيات ووسائل الإعلام الأخرى.