اعمدة طريق الشعب

احترام التنوع من ركائز السلم المجتمعي / عماد جاسم

ضرورة التعايش .. صارت هي المطلب الاهم في بلاد تعاني الشحن الديني والطائفي من خلال خطاب يستند الى قراءة منغلقة للتاريخ او للنصوص الدينية التي تحتاج الى اعادة نظر متعقلة وواعية ومتفهمة.
فالكثير من مروجي ثقافة التسامح ونبذ الكراهية يؤكدون اهمية التعامل بحذر من الموروثات والخلافات التاريخية التي تحتمل التأويل , وبالتالي تبقى سلطة التاريخ مهيمنة على تعاملاتنا اليومية في وطن يضم مختلف الاديان.
ويبقى المطلب الجوهري من كل العاملين في الحقول المعرفية والاجتماعية والإنسانية والإعلامية, العمل على اعادة تصحيح المفاهيم وقراءة التاريخ بروح من التحديث المطلوب والذي يوفر ارضية مشتركة للتعايش وقبول الاخر.
وقد استطاعت دول عديدة ان تجعل من هذا التنوع مصدرا من مصادر الاثراء الثقافي، بينما ما زال الكثيرون في العراق يحذرون من خطورة الفتنة الطائفية وتعاظم الانقسام الاثني والطائفي. وتشير اغلب الدراسات الاجتماعية الميدانية إلى ان السلم الاهلي لا يمكن ان يتحقق من دون احترام التنوع الثقافي، والتخلي عن الافكار والدعاوى المحرضة على القتل والتخوين والتكفير .
ولا بد من التعويل على الشرائح الثقافية لتجاوز مشكلة حساسية التنوع عبر البحث عن اثراءات هذا التنوع وكيفية مد الجسور المعرفية مع الاخر المختلف دينيا أو عرقيا. كما يتوجب تمكين الاغلبية المعتدلة في كل الاديان التي تتشارك في حب هذا البلد، من ايقاف سلطة وهيمنة الخطابات المتطرفة وتحجيم تأثيرها في الشارع. اذ لا بد من صياغة خطاب انساني اخلاقي ووطني تعتمده المناهج التربوية وتروج له وسائل الاعلام وتشجعه المراجع الدينية ليكون هذا الخطاب احد اهم ركائز ترسيخ قيم المواطنة والسلم الاهلي، واستثمار هذا التنوع لإشاعة لغة المحبة والتآخي الانساني الذي يمكن ان يبلور مفاهيم مجتمعية تحمل اسس التعايش بين الاديان والطوائف .