اعمدة طريق الشعب

لنسمو بالرياضة فوق الخلافات / منعم جابر

منذ الاسابيع الاولى بعد التغيير العاصف في 9/4/2003 ظهرت في القطاع الرياضي الكثير من الاشكاليات والخلافات والاجتهادات والاراء المتباينة ولم يكن ذلك الامر غريبا ولامستبعدا ولاطارئا بل كان متوقعا بسبب الواقع الرياضي قبل التغيير حيث سطوة ازلام النظام وابنائه وتدخلهم في المؤسسات الرياضية وقيادتهم لبعضها وتلاعبهم بالقوانين واصدارهم ماشاؤوا منها وابعادهم الكثير من الكفاءات والخبرات عن الميدان الرياضي مما دفع بالكثير إلى الهجرة والاغتراب او الاعتكاف والسبات في بيوتهم . وبسبب هذا الحال وجدنا ردة الفعل الكبيرة في القطاع الرياضي . وكان للمحتل اجندته الخاصة وله كلام اخر حيث حاول فرض الحلول والقرارات والمقترحات وساهم في بناء المؤسسات الرياضية بذات الاسلوب والطريقة التي اسس فيها الواقع السياسي الجديد حيث اعتمد الطائفية والاثنية والمناطقية اساسا بعيدا عن الهوية العراقية الجامعة ! واليوم نجد ان المؤسسات القائدة للرياضة تعاني خلافات ومشاكل موروثة وتباين في الآراء والمواقف بشكل صارخ واضح مما دفع بالرياضة العراقية الى الهاوية والتراجع الغريب في المستوى والنتائج . لقد غاب الانسجام والتفاهم مابين وزارة الشباب والرياضة واللجنة الاولمبية الوطنية العراقية وهما يمثلان المؤسستين القائدتين للرياضة الرسمية والجماهيرية فبدلا من التفاهم والتعاون من اجل الارتقاء بالرياضة نجدهما متصارعين ومختلفين منذ التغيير وحتى الساعة . ولو بحثنا عما حصل ويحصل بينهما لوجدناه صراعا للتوسع والنفوذ على حساب الرياضة والالعاب ولان القانون غائب والصلاحيات متداخلة فكل طرف يدعي الوصل ( بليلى ) ! فهذا يريد الاندية الرياضية وذاك يبحث عن سلطة رسمية والمتنفذين في هاتين المؤسستين يبحثون عن زيادة النفوذ مع تحديد نفوذ الطرف الاخر والحال ينسحب على الصراع بين وزارة الشباب والرياضة واتحاد كرة القدم فبعد ان كانت العلاقات بينهما حميمة وودية ( يعني دهن ودبس ) حتى وزير الشباب والرياضة نجده قد التصق باتحاد الكرة ونسي بقية الالعاب واهملها وسجلنا ذلك عليه ! اما اليوم فالواقع يشير الى غير ذلك والاحداث تؤكد خلافات وبيانات وتقاطعات بعد ان كان الواقع شيء اخر . والغريب ان العاملين في المؤسسات الرياضية يهدد بعضهم الاخر بالشكوى لدى المؤسسات الدولية والقارية متناسين انهم يمثلون دولة واحدة وشعب واحد . اذا كانت الاطراف القائدة مشغولة بالخلافات والتناحرات وصراع المصالح والسعي إلى ارضاء هذا الطرف على حساب الطرف الاخر فكيف يستطيعون ان يفكروا ويخططوا لبناء الرياضة العراقية وتحقيق الانجاز العالي ؟ هكذا هو الواقع الرياضي اليوم مع محاولات البعض لتسويقه والظهور بشكل مختلف وبصورة ايجابية امام الاعلام ! سادتي قادة المؤسسات الرياضية وزارة واولمبية واتحاد كرة انتم مدعوون إلى العمل بروح الوحدة العراقية ورياضتها وان التكتل والطائفية المقيتة والحزبية الضيقة والاثنية والمناطقية ستؤدي بالوطن ورياضته الى الانهيار . الكل مطالب بان يسموا بتفكيره وسلوكه وعمله فوق الخلافات والمصالح الضيقة وليكن رائدنا جميعا رياضة عراقية متطورة وانجاز يرفع راية الوطن خفاقة خاصة واننا نمر اليوم بمنعطف رياضي حاسم فالحظر المفروض على الكرة والملاعب العراقية يمر بآخر حلقاته والمطلوب هو انهاؤه وعودة ملاعبنا خضراء يسودها الحب والسلام وكذلك هناك موضوع تراخيص الاندية الرياضية وحاجتها إلى الملاعب والمنشآت الرياضية وضرورة مساهمة وزارة الشباب والرياضة بالتعاون مع الاندية وفرقها وتوفير الملاعب لها لتسهيل حصولها على الترخيص المطلوب وبعكسه سيكون لانديتنا وكرة القدم حال اخر ومشكلة بلا حل.