اعمدة طريق الشعب

محافظة نينوى لم تنقذ من الجحيم / كفاح محمد مصطفى

(انقذوا محافظة نينوى من الجحيم) كان هذا عنوان (همسة) بتاريخ 27/11/2013 أي قبل اقتحام داعش الارهابي لها بحوالي ستة اشهر. وقد جاء في العمود ان الانباء الواردة من محافظة نينوى مقلقة جداً ولها انعكاس سلبي خطير على الوضع الامني في عموم البلاد وان الجماعات المسلحة في محافظة نينوى تقوم بعملياتها الارهابية بشكل علني وتضم في صفوفها قوات جوالة تنتقل من منطقة الى اخرى وان هذه المجاميع اصبحت الآن ممسكة بالارض. كما جاء في العمود ايضاً ان القيادات الامنية في نينوى والانبار وديالى ينقلون معلومات خاطئة الى مكتب القائد العام للقوات المسلحة وانهم غير قادرين اليوم على التصدي للارهاب وان من يدير محافظة نينوى مدنياً وعسكرياً هم الجماعات الارهابية بعد سقوط الملف الامني بالكامل بيدهم. كما جاء في العمود يا سادة يا كرام انقذوا ام الربيعين من الجحيم فقد اصبحت مع الاسف الشديد ام البلاءين بلاء العناصر الارهابية المتوحشة والعصابات الاجرامية التي تقتل وتهجر وتبتز المواطنين الابرياء في وضح النهار وبلاء العلاقة السيئة وعدم التنسيق والتعاون بين الحكومة المحلية وقيادة العمليات العسكرية والامنية في المحافظة فمن ينقذ محافظة نينوى من الجحيم؟ هذا ما جاء بتاريخ 27/11/2013 قبل اقتحام داعش الارهابي لمحافظة نينوى بحوالي ستة اشهر ولكن احداً لم ينقذ محافظة نينوى من الجحيم ولم يقرأ احد ما يكتب في الصحف ولم يسمع ويشاهد احد ما ينشر في وسائل الاعلام لأن الشغل الشاغل لبعض القوى السياسية المتنفذة والممسكة بالملف الامني كان موضوع الولاية الثالثة وقد ذهبت الولاية الثالثة وذهبت معها محافظة نينوى مع الاسف الشديد والآن وفي الذكرى الثالثة لدخول داعش الى مدينة الموصل وما اعقبها من تداعيات لاحقة أدت الى انهيار المنظومة الامنية في عدد من المحافظات وما اسفر عن سيطرة التنظيم على اكثر من ثلث مساحة العراق، من يتحمل مسؤولية ما حدث؟ وماذا حل بتقرير اللجنة التحقيقية التي شكلها مجلس النواب للتحقيق في سقوط الموصل الذي احيل الى خمس جهات وهي مجلس القضاء الاعلى والمدعي العام ورئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع وهيئة النزاهة.
العجيب والغريب في الامر ان هذا التقرير لم يقرأ داخل مجلس النواب نعم داخل مجلس النواب والاغرب من كل ذلك ان حدثاً امنياً بهذا الحجم بل كارثة امنية بهذا الحجم انتهت دون محاسبة المقصرين وتقديمهم الى العدالة مع الاسف الشديد، نعم مع الاشف الشديد.