اعمدة طريق الشعب

احتفالات النصر الاكيد / طه رشيد

بشائر النصر الاكيد على قوى الشر الممثلة بفلول داعش، تلوح في الأفق. فها هي قواتنا المسلحة بكل فصائلها، جيش وشرطة وحشد تتوغل بتروٍ وهدوء في آخر معاقل داعش في الجانب الأيمن من مدينة الموصل، في الأزقة والدرابين، متجنبة إيقاع ضحايا من السكان المدنيين، الذين تم احتجازهم من قبل قوى داعش كدرع بشري ليصبحوا رهينة بين ايديهم المغمسة بدماء ابنائنا! اعتقلوا وعذبوا وقتلوا العديد من أبناء نينوى على مختلف مشاربهم! وفخخوا ما استطاعوا من دور سكنية ومدارس ومؤسسات حكومية. وسياستهم تذكرنا بسياسة ملهمهم الاول صدام حين جعل من الشعب بأكمله رهينة الحصار والحروب.
الانتصار النهائي على عصابات القتل هذه قاب قوسين او أدنى، وربما تكون فرحة عيد الفطر خلال الايام القليلة القادمة ممزوجة مع أفراح الانتصارات. وها هم العراقيون، حكومة وشعبا، يستعدون لاستقبال» الفرح» الذي غاب عنهم سنين طوالا.
الفرق الفنية التابعة لوزارة الثقافة تستعد لإقامة حفل موسيقي - غنائي على المسرح الوطني في هذه المناسبة . ورغم الجهود الكبيرة التي يبذلها الفنانون، ملحنين وموسيقيين ومغنيين بقيادة المايسترو علي خصاف، الا ان حفلة واحدة في قاعة مغلقة لا تكفي لاشباع رغبة الفرح لدى الجمهور. لذا نقترح على وزارة الثقافة والمعنيين، ولا نستثني مجالس وبلديات المحافظات في بغداد والمدن، أن تقيم من الآن مسارحا في الحدائق والمتنزهات والساحات العامة لاستغلالها في « يوم النصر» هذا، من خلال اعداد برامج فنية ورياضية ودعوة كل الفرق الفنية الشعبية والرسمية للمساهمة في هذه الاحتفالات. فعلى سبيل المثال يمكن اقامة هكذا مسارح في العاصمة بغداد، حدائق الزوراء، ساحة التحرير، ساحة الفانوس، ساحة الميثاق.. الخ.
الموسيقى والغناء سلاحان لا يستهان بهما في مقارعة الارهاب. فقد حاولت عصابات داعش اغتيالهما ولكن دون جدوى، لأنهما جزء مهم من روح الانسان!
ستسجل هذه الايام ملحمة عراقية بالانتصار على القوى الإرهابية. وغدا سيستمر العراقيون يخوضون معركتهم الوطنية المتواصلة التي لا تقل أهمية عن المعركة مع داعش. ألا وهي المعركة ضد الفساد والفاسدين.
فلا تبخلوا بزيارة «التحرير» حتى لا يضع العمر خسارة!