اعمدة طريق الشعب

"الغضب الساطع ات "/ محمد عبد الرحمن

حل الصيف وبدات مشاكل الكهرباء وعيوبه تظهر الى السطح . برامج تعلن ووعود تغدق ولم يتحرك الامر قيد انملة نحو التحسن . أين العلة والسبب ، ومن المسؤول ؟ هل يكفي ان يقول المسؤولون ان المواطن مفرط في استهلاكه ، وان هناك ضاعات تصل الى نسبة ٦٥في المائة من انتاج الطاقة ؟ ! وإذا كان الموضوع ينحصر في هذا حقا فلماذا لا تتم معالجته ؟ .
كل الدراسات المعنية تقول بان المشكلة لا تنحصر فقط في زيادة انتاج الطاقة الكهربائية ، وإنما هناك مشاكل عويصة ومتراكمة في النقل والتوزيع . فماذا عملت السلطات المعنية في هذا الشأن ؟!
لا شك في ان هناك مشاكل عديدة وقضايا متنوعة تخص هذا المجال الحيوي الذي من دونه لا تستقيم أحوال الناس وخصوصا في جهنم هذا الفصل ، فيما تقول هيئة الأنواء الجوية بان الحرارة ستكون فوق الخمسين درجة مئوية في عدد من محافظات الوطن ؟!.
والكهرباء، كما هو معروف ، يرتبط بكل مناحي الحياة الخدمية والإنتاجية ، وسوء حاله قد ترك اثره السلبي على تلك المناحي ، فلا انتاج صناعي وزراعي من دون كهرباء متوفر على مدى اليوم وبانتظام وباسعار مقبولة .
فمشكلة الكهرباء يريد لها البعض ، ان تكون دائمة مزمنة ، مثلما هي أزمة النظام السياسي في بلدنا ، أليس الأولى هي من رحم الاس ، الثانية ، كما هي أزمات البلد الأخرى ؟!
تساءل المواطن من قبل وما زال يتساءل عن المبالغ الكبيرة التي خصصت للكهرباء وهو في تراجع وليس في تحسن بحكم ازياد الطلب وتنوع الحاجات وظروف البلد الجوية المعروفة ؟! فأين ذهبت تلك الأموال ؟ وكيف صرفت ؟! وهل حوسب المسؤول عنها ؟!
وامام هذا العجز في معالجة هذه المشكلة المحتدمة والمتفاقمة فلم يجد المسؤولون سوى تخصيص الجباية وكانهم اكتشفوا البارود من جديد؟! وتمخض الفيل فولد فأرا ! وهذا الإجراء قطعا لن يحل المشكلة ، ولن يوفر عدالة في التوزيع ، وفيه هروب الى امام بشأن مسؤولية الحكومة والدولة عن توفير الخدمات الى المواطنين .
وبعد كل هذه المشاكل المترافقة مع غيرها من سوء الخدمات وتدهورها ومنها الصحية والتعليمية والخدمات وتفاقم البطالة وسوء توزيع البطاقة التموينية وفقر موادها ، وازدياد نسب الفقر ، يريد المسؤولون المتنفذون بنعم السلطة وملذّاتها وامتيازاتها ان لا يصيح المواطن ولا يئن متألما من سوء الأحوال ، وهو ان خرج عن صمته تكال له مختلف التهم ، وعلى اقل منها في الوقت الحاضر تهمة تخريب نشوة النصر على داعش الإرهابي ، والمستغرب ان يزج البعض اسم المرجع الأعلى السيد السيستاني في الموضوع ، فيما الداني والقاصي يعرف ان المرجعية العليا قالت : بحت أصواتنا .
امام أي تحرك مطلبي مشروع وعادل تسعى ماكنة المتنفذون الى تشويهه والصاق التهم به ،والقول بان هناك جهات مغرضة ومدسوسة تسعى الى زعزعة الوضع والاستقرار ، هذا ما يحصل الان في النجف ، وحصل من قبل في بغداد ومحافظات أخرى ويمكن ان يحصل في أي منطقة في عراقنا المبتلى، ليس بالارهاب فقط ، بل وبالفاسدين والفاشلين ومن لا هم لهم الا مصالحهم الضيقة الانانية .
وبعد فإذا كان الامر وراءه مخربون ومندسون في النجف، فماذا بشأن ما حصل ويحصل ألان في العديد من مدن وطننا ؟!
ان على المسؤولين المتنفذين والمتلذذين بنعيم السلطة الإدراك ان هذه مطالب مشروعة ، والنَّاس سوف لا تستمر طويلا تاكل وتشرب شعارات ووعودا معسولة ، وان الكثير من جوانب الحياة اصبح لا يُطاق ولا تنفع معه كل مورفينات التهدئة.
الناس تخرج الى الشوارع محتجة وغاضبة لانه وصل السيل الزبى ، وما عليكم أيها المسؤولون المتنفذين الا الاستجابة السريعة لتلك المطالَب وتصحيح الأحوال ، وإلا ما هو قادم من غضب الناس سيكون اعظم !