اعمدة طريق الشعب

كارثة سياسية / كفاح محمد مصطفى

تحت عنوان من يقرأ من يسمع، من يتأمل كتب في هذا العمود بتاريخ 24/ تشرين الاول/ 2016 ما يلي: أصدر المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي بياناً في مناسبة انطلاق عملية تحرير الموصل والمدن الاخرى في محافظة نينوى وتخليصها من داعش وارهابه وبطشه وتسلطه جاء فيه: ان النصر المؤزر قادم لا محالة، فلنجعل منه منطلقاً لمعالجة جذرية للاسباب والعوامل السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعسكرية – الامنية التي مكنت المجرمين الدواعش من السيطرة على الموصل ومدن نينوى الاخرى والتمدد الى باقي مدن ومحافظات بلادنا، ولنعمل على التوجه الجاد نحو الخلاص من نهج المحاصصة والتعصب الطائفي الاثني، والوقوف الحازم في وجه كل انتهاك لحقوق الانسان وكل تمييز وتفرد. انها فرصة للمراجعة والتقويم والانطلاق نحو وضع بلادنا على السكة الصحيحة وصولاً الى اقامة دولة المواطنة والديمقراطية والعدالة الاجتماعية. فمن يقرأ ومن يسمع ومن يتأمل هذا الكلام الصادر من قلوب عشقت العراق وشعب العراق وضحت بالغالي والنفيس من اجل سعادة الشعب وحريته. نعم يا سادة يا كرام انها فرصة للمراجعة والتقويم، بل انها ربما تكون الفرصة الاخيرة للمراجعة والتقويم والانطلاق نحو وضع بلدنا على السكة الصحيحة لبناء دولة ديمقراطية مدنية متحضرة.
يا سادة يا كرام يجب ان تكون لديكم الشجاعة والجرأة للاعتراف باخطاء قاتلة ارتكبت من قبل احزابكم وائتلافاتكم وتحالفاتكم التي تقود العملية السياسية الجارية في البلد في مرحلة بالغة الخطورة والتعقيد، ولم تتمكن منذ ثلاث عشرة سنة من الاتفاق على علم للعراق، ولا على نشيد وطني موحد للعراق، ولا على قانون النفط والغاز. والعراق يعتمد كلياً في موارده على النفط المصدر، وتلك كارثة سياسية بامتياز، فكيف ستتمكن القوى السياسية المتنفذة من قيادة المعركة العقائدية مع قوى الارهاب والظلام والتخلف والتي هي اهم من المعارك العسكرية لان بنية قوى الارهاب والظلام والتخلف العسكرية قد بنيت على بنيتهم العقائدية؟ نعم الاخطاء هي التي مكنت المجرمين الدواعش من السيطرة على الموصل ومدن نينوى الاخرى، والتمدد الى باقي مدن ومحافظات بلدنا، فمن لديه الشجاعة والجرأة للخروج من قمقم المحاصصة المقيتة والتعصب الطائفي والاثني ليضع بلدنا الحبيب على السكة الصحيحة وصولاً الى اقامة دولة المواطنة والديمقراطية والعدالة الاجتماعية قبل فوات الاوان، نعم قبل فوات الاوان من؟ من؟ وهذا ما ينتظره كل احرار وشرفاء الشعب العراقي على احر من الجمر. هذا ما كتب في هذا العمود بتاريخ 24/11/2016 ولكن وآه من «ولكن» لم تخرج القوى السياسية من قمقم المحاصصة المقيتة بل ولم تحاول الخروج رغم كل المآسي والكوارث التي حلت ببلادنا الحبيبة فمتى ستخرج؟ متى؟ متى؟