اعمدة طريق الشعب

ماذا يجري في مطار النجف!؟ / محمد علي محيي الدين

من المشاريع الاستراتيجية المهمة التي أنشئت بعد سقوط النظام مطار النجف، هذا المشروع الحيوي الذي وفر للمدينة فرص عمل كبيرة وإيرادات هائلة لم تستغل للأسف الشديد للصالح العام. فقد قسمت ادارة المطار وإيراداته بين بعض القوى المتنفذة في المدينة واوكلت ادارته لأناس بعيدين عن التخصص ولا تربطهم بالطيران حتى الورقي منه أي رابطة أو وشيجة، والاغرب ان سلطة المطار غير خاضعة لسلطة الطيران المدني أو لرقابة المؤسسات الرقابية في الدولة، ويدار بطريقة عشائرية بحتة على طريقة «كلمن أيده ألو».
والقوى المتنفذة التي عرفت لذة الربح «الحلال» تخشى من التغييرات المحتملة في بنية القرار العراقي، فاحتاطت للأمر وفكرت في دوام هيمنتها واستمرار سيطرتها وبقاء منافعها، وطرحت المطار للاستثمار ليستولي عليه من انتفع من إيراداته في الفترة الماضية. والمعروف ان استثمار المشاريع له أسسه وقوانينه، كأن يكون المرفق المراد استثماره قد فشل ولم يحقق الغرض منه في الربح أو الفائدة، اما استثمار الناجح فهو أمر «دبر بليل».
والاغرب أن القوى الاجتماعية النافذة في النجف والعارفة ببواطن الأمور التزمت الصمت أمام ما يحدث أمام أنظارها من عملية سطو مقنن لا يراد منه مصلحة الوطن أو المواطن بقدر تحقيق مصالح الفاسدين، وربما لهذا السكوت ثمنه. فالمدينة ملك لأبنائها ولا يجوز العبث بها من قبل جهة انتهت صلاحيتها وأصبحت «أكس باير» بحكم القانون، وليس لها اتخاذ هذا الأمر الخطير.
هز سوادي الناطور يديه متذمرا وقال: «ردينه عله مهجمات أهلنه، والربع راح يتقاسموها بيناتهم، لأن «التغشف» وگف المشاريع «التنموية» وما ظل للجماعة درب غير «الاستثمار» وتره مو بس النجف كل مجالس المحافظات ما عدهه شغل وعمل هالايام غير «الاستثمار» اللي آني أسميه «استحمار» للوادم، وتشوفهم وين ماكو قطعة گاع زينه سووا عليها مشروع استثماري للنايب فلان وعضو مجلس المحافظة علان وكلمن ايگول «ابيتنه ونلعب بيه وشلها غرض بينه الناس» ولكم انهجمت بيوتكم على روسكم ما شبعتوا صار الكم اسنين تنهبون ما انترست عيونكم صدگ لو گالو»ما يترس عين ابنادم غير حفنة تراب»، وتاليكم للتراب وتظل فلوسكم لعنه عليكم وعله اللي خلفوكم وجابوكم ولو دامت لغيرك ما وصلت الك وأيامكم گربت!».