اعمدة طريق الشعب

أَبُو سُكينْة و أَلبرت أَينشتاين واَلفَسَاد !/ يوسف أبو الفوز

مع الاعلان عن سقوط «دولة الخرافة»، كما سماها الاعلام الرسمي، ومع الفرحة الغامرة، كان عليّ مخابرة صديقي الصَدوق أَبُو سُكينْة، وتهنئته اولا، ثم الاعتراف بصحة بعد نظره وتفاؤله، فرغم ان الاخبار في بلادنا تحمل لنا كل يوم مفاجأة حزينة، من تفجيرات وحوادث محزنة، تعذب حياة الناس وتجعلهم في ترقب دائم لما يأتي، الا انه اصر ان نلتقي في بيته، في اول يوم عيد رمضان. وطوال جلستنا كان متفائلا ويؤكد ان تحريرالموصل سيكون بعد ايام معدودة، وأنه يتأمل خيرا في المستقبل فالناس ويوما بعد اخر صارت تتساءل بصوت عال، من المسؤول عن خراب الوطن، وضياع الموصل واستمرار تردي الاوضاع وغير ذلك؟.
يومها اتفق غالبية الموجودين على ما قاله أَبُو سُكينْة، رغم تعليقات أَبُو جَلِيل المشككة، الذي قال: لكن قوى الفساد، التي كانت سببا في احتلال الموصل، لن تسكت، وسوف تصاب بالسعار للتنافس على سرقة النصر وتضحيات قواتنا المسلحة بكل صنوفها وتوظيفه لاغراضها الدعائية والانتخابية.
قالت زوجتي: صحيح، وربما تواجهنا ايام صعبة بسبب ذلك، ولكن المزيد من الاصوات المخلصة لوطنها بدأت ترتفع، ولا يمكن ان يستمر الحال مثلما تريد قوى المحاصصة والفساد.
قال جَلِيل: أن العالم الفيزيائي العبقري أَلبرت أَينشتاين يقول «ان العالم ليس بمكان خطير بسبب الذين يرتكبون الاذى، وانما بسبب الذين ينظرون ويشاهدون ولايفعلون شيئا.
ضحك أَبُو سُكينْة وقال: الله يرحمه لعمك أَلبرت أَينشتاين، هذا يفهم مو بس بالفيزياء وأنما حتى بالنفوس البشرية، أسمعوا هاي السالفة قرأتها لي سوزان ابنتك يا جَلِيل في الانترنت قبل ايام، وقالت «ان سياسي ذهب الى محل خطاط وطلب منه ان يخط له لافتة كبيرة بحيث يقرأها الاعمى، وأعطاه القياسات وطلب ان يكتب له فيها (محاربة الفساد واجب ديني ووطني) فطلب الخطاط 40 الف دينار سعرا لها، فقال له السياسي: ولا يهمك، بس أريد وصل تكتب لي بيه ان سعرها 70 الفا!».
ضحكنا جميعا، الا ان أَبُو جَلِيل قطع ذلك بسؤاله : وشنو يعني .. شتريد تقول؟
قال أَبُو سُكينْة: «الذي اعتقده، اننا مقبلون على أيام غير شكل، صحيح ان قوى الفساد راح تتصارع وتتهاوش فيما بينها لاجل مراكز السلطة والثروة، لكن وعي الناس بدأ يرتفع، وهذا الخطاط ما اعتقد راح يسكت، يجي يوم ويطرد بشجاعة أمثال هذا السياسي الفاسد ويفضحه، لان الخطاط يريد أطفاله يأكلون خبزتهم بالحلال. يعني يا صاحبي أن ايام الفساد لازم تصير معدودة مثلما ايام النصر الكامل القادم في الموصل على قوى الارهاب الظلامية الدموية التي لم تحتل الموصل لولا الفساد المستشري الذي اطال من سنوات عذاب ابناء شعبنا!