اعمدة طريق الشعب

الانموذجية الالمانية .. تحت المجهر !!/ حسين الذكر

في تاريخ العالم وحضارته الانسانية ، كان للانموذجية والاقتداء منهجية واضحة في رقي وتطور الامم ،بعد ان تمت الافادة التامة من تجارب الاخرين ،في تعاطيهم مع يوميات الحياة ومتطلباتها الضرورية ، حتى استطاع البعض تطوير قابلياته وتسخير المعارف وتعديلاتها يوميا ، يتناسب مع بيئته وظرفه بصورة تم من خلالها التطور وبلوغ اعلى مراحل الرقي الانساني ، فيما يعتقد فعلا ، لتلك الاشارة والنص القرآني الصريح الذي دعا الله فيه عباده من مختلف القوميات والشعوب إلى التعارف بمعنى الافادة من الآخر .
الرياضة بصورة عامة وكرة القدم منها خاصة ، خضعت إلى تلك المعايير القرآنية الصريحة والمفيدة جدا، في حاكمية الله جل وعلا بضرورة التعارف والتعلم والتطور ، بما يخدم الانسانية جمعاء . حتى اننا نلاحظ بعض القارات والبلدان التي كانت لا تعرف شيئا عن ابجديات كرة القدم ، تعلمت واستفادت وتطورت بعد ان اختلطت واقتدت بما كانوا عليه الاخرين ، بل طورت منه لدرجة فاقت الاصل ، في ذلك ما كانت عليه افريقيا وبعض دول اسيا لا سيما ، الكومبيوتر الياباني الذي كان يلعب كرة القدم بصورة بدائية جدا مطلع الثمانينات من القرن المنصرم ، واذا بها تتسيد اسيا بعد عقد من الزمان ، في خطة ادهشت العالم وجعلت منه قدوة في التخطيط والاستراتيجية .
منتخب المانيا او المانشافت ( الماكينات ) كما يلقب وفقا للديناميكية والميكانيكية التي يعمل ويتحرك فيها ، حقق بطولة كاس العالم قبل سنيتن في حصيلة هي الرابعة له في تاريخه الكروي ، بإنجاز يقترب من حصيلة السامبا في التتويج ، وها هو ينال اعجاب العالم لفوزه ببطولة قارات موسكو ، اذا ظهر بحلة جديدة وبلاعبين شباب ، قدموا مستويات مذهلة وتبشر بتحقيق المزيد ، في مونديال موسكو 2018 بأعلى درجات الانموذجية وهي تبرز الوجه المشرق للاستراتيجية والتخطيط العملي ، وليس اللفظي الذي تتشبث وتستعرض به بعض الافواه دون ان تعي كلمة منه او تتحرك خطوة للعمل به .
نامل من الاخوة في اتحاد كرة القدم العراقي وكذلك في الاتحادات الاخرى ضرورة دراسة النموذج الألماني والافادة والتعلم من اساليبه وتعاطيه مع المفردات الرياضية بشكل عملي مستفيدين من التجربة الاخيرة للقارات خاصة ، فإننا احوج ما نكون الى الافادة والتعلم من تجارب الاخرين في خطوة تعد هي واجب وحق مكفول للجميع وليس فيها ما يعيب ، بل يدل على الوعي وجدية الانسان في تحسين مستوياته الفنية والادارية على طريق تحسين مسعاه ، لمواجهة متطلبات حياة لا يمكن ان نعيشها منفردين منعزلين ، دون التعارف والتعامل والتعاطي مع الآخرين وهذا صلب ما نادى به رب العزة والجلالة وهو ارحم الراحمين .