اعمدة طريق الشعب

مأساة / كفاح محمد مصطفى

كتب في هذا العدد بتاريخ 3/11/2014 ما يلي: قال رئيس مجلس النواب سليم الجبوري في كلمة له خلال احتفالية بمناسبة يوم السلام العالمي (اننا في العراق نواجه معركة وجود ومصير مع الارهاب) واضاف انه (لابد من منظومة عمل تتعدى الاجراءات الامنية الى حملة واسعة تشمل عدة مراحل بدءاً من تجفيف منابع الارهاب وبعدها الحل الامني ليكون حصاداً لهذه الحملة).
والسؤال هنا يا استاذ سليم الجبوري كيف تجفف منابع الارهاب والقوى السياسية المتنفذة هي التي غذت منابع الارهاب بشكل او بآخر علمت بذلك ام لم تعلم وقد غذت تلك القوى الارهاب من خلال طروحاتها الطائفية والمذهبية على مدار الساعة فضلاً عن صراعها اللامحدود على السلطة والنفوذ والمناصب والمكاسب في ظل غياب برامج القوى السياسية المتنفذة الثقافية التي تعد اهم عنصر من عناصر تجفيف منابع الارهاب العقائدية؟ ألم تعتبر وزارة الثقافة وزارة من الدرجة الثالثة ان لم تكن الرابعة وهي من اهم الوزارات في الدول المتحضرة؟ فيما استشرت ظاهرة الفساد المالي والاداري بشكل سرطاني في جميع دوائر الدولة ومؤسساتها المدنية والعسكرية على مرأى ومسمع القوى السياسية المتنفذة واصبح ذلك الفساد احد مصادر تمويل الارهاب ونخر الاجهزة المعنية بمكافحته وعندما تغيب المناهج التربوية والتعليمية التي تنشر ثقافة التسامح والتعايش والتآخي والسلام فالطالب العراقي يتخرج من الجامعة وليست لديه أية فكرة حول الديانة المسيحية او اليهودية او الاديان الاخرى وكل ما يعرفه ان الجميع كفرة بل ان المأساة ان الطالب يجهل كيفية نشوء المذاهب والطوائف الاسلامية ذاتها وما هي خلفياتها الفكرية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية وكل معلوماته حول هذه المواضيع هي روايات واحاديث الاجداد والجدات والذين هم في معظم الاحيان اميون وما سمعوه من رجال دين شبه اميين. لقد تعلم الداعشيون العراقيون في مدارس الدولة وصلوا في مساجدها وسمعوا فتاوى وخطب رجال الدين فيها ورأوا وسمعوا ما بثته وسائل اعلامها ولم تتمكن كل تلك المؤسسات من تجفيف مصادر الارهاب فأين الخلل ومن يملك الجرأة على تشخيصه وعلاجه؟ مَن مَن؟ وهذه الخطوة الاولى لتجفيف منابع الارهاب. هذا ما كتب في هذا العمود بتاريخ 3/11/2014 والمأساة ان القوى السياسية المتنفذة ما زالت بـ(نفس الطاس ونفس الحمام) فطروحاتها ما زالت طائفية حتى هذه اللحظة وصراعها لا محدود على السلطة والنفوذ والمناصب والمكاسب وظاهرة الفساد المالي والاداري ما زالت مستشرية بشكل سرطاني في جميع دوائر الدولة ومؤسساتها والبرامج الثقافية والتعليمية ما زالت بائسة جداً رغم كل الخراب والدمار الذي حل ببلادنا الحبيبة فكيف ستجفف مصادر الارهاب كيف كيف؟